المذهب الثامن: المذهب الحق: وهو قول أهل السنة والجماعة، وهو قول الرسل وأتباعهم الذين تلقوا هذا الباب عنهم، وهو أن الله متصف بالكلام، وأن الكلام من صفاته سبحانه وتعالى الذاتية لاتصافه به أزلاً وأبداً، ومن صفاته الفعلية، فهو سبحانه وتعالى يتكلم إذا شاء بما يشاء كيف يشاء؛ لأن الكلام صفة كمال، فلا يخلو الرب من الكمال في وقت من الأوقات، والكلام متعلق بمشيئته وقدرته سبحانه، وكلام الرب بحرف وصوت يسمع، وهو قديم النوع حادث الآحاد، فنوع الكلام قديم وإن لم يكن الصوت المعين قديماً، وكلام الرب صفة من صفاته، والرب سبحانه بذاته وصفاته بائن من خلقه ليس متحداً بهم وليس حالاً فيهم، وكونه سبحانه وتعالى يتكلم بمشيئته وقدرته هو من لوازم ذاته المقدسة.
والقرآن كلام الله حروفه ومعانيه، وليس كلام الله الحروف دون المعاني ولا المعاني دون الحروف، وأصوات العباد وحروفهم وأداؤهم وتلفظهم كل ذلك مخلوق بائن عن الله عز وجل.
فمذهب أهل السنة والجماعة أن كلام الرب من صفاته الذاتية ومن صفاته الفعلية، من صفاته الذاتية لاتصافه به أزلاً وأبداً، ومن صفاته الفعلية المتعلقة بمشيئته وقدرته، والرب سبحانه لم يزل متكلماً ولا يزال؛ لأن الكلام صفة كمال، فلا يخلو الرب من الكمال في أي وقت من الأوقات، وهو يتكلم إذا شاء بما شاء كيف يشاء، والكلام قديم النوع حادث الآحاد، فنوعه قديم وإن لم يكن الصوت معيناً وقديماً، وهو بحرف وصوت يسمع، والرب سبحانه بائن من الخلق بذاته وصفاته، وكلام الرب ليس متحداً بهم وليس حالاً فيهم، والقرآن كلام الله حروفه ومعانيه، وليس كلام الله الحروف دون المعاني ولا المعاني دون الحروف.
هذه هي المذاهب في هذه المسألة، وتلك هي البدع في هذه الصفة العظيمة، وكلها باطلة، ومنها بدع كفرية كما ذكرنا، ومنها بدع لا تصل إلى الكفر، والقول الحق والقول الصواب هو قول أهل السنة.
وسيأتي الكلام -إن شاء الله- على بقية البحث.
وفق الله الجميع لطاعته، ورزق الله الجميع العمل الصالح الذي يرضيه، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.