ذكرت أن الناس أقسام، فمن وقعت منه معاصٍ في أول عمره ثم تاب واتصف بصفات السابقين، هل يلحق بهم؟
الجواب
نعم، فمن تاب تاب الله عليه، وفي الحديث:(التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، فمن وقعت منه المعاصي ثم تاب فقد تكون حاله بعد التوبة أحسن من قبل التوبة، فإذا ندم وانكسر بين يدي الله، وتاب توبة نصوحاً، ثم أتبع ذلك بالإيمان والعمل الصالح؛ بدلت سيئاته حسنات فضلاً من الله وإحساناً، فالتائب إذا تاب تاب الله عليه، ومحى الذنب عنه، فإن زاد مع ذلك بأن آمن وعمل صالحاً وأكثر من الأعمال الصالحة بدلت سيئاته حسنات، قال الله تعالى في كتابه العظيم:{وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}[الفرقان:٦٨ - ٧٠]، فتكون حاله بعد التوبة أحسن من حاله قبلها.
وتبدل كل السيئات حسنات، فإذا تاب توبة نصوحاً ثم أدى الفرائض وانتهى عن المحارم، وترك المكروهات وفضول المباحات وسابق بالنوافل؛ صار من السابقين.