من أدلة أهل السنة والجماعة على أن الله سبحانه وتعالى يتكلم حقيقة، وأن الكلام بحروف وأصوات وألفاظ ومعان: قوله سبحانه: {سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ}[يس:٥٨]، وقوله:{وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ}[الأعراف:١٤٣]، وقوله:{وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}[النساء:١٦٤]، وفي الحديث الذي رواه ابن ماجه رحمه الله في سننه عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور فرفعوا رءوسهم، فإذا الجبار جل جلاله قد أشرف عليهم من فوقهم فنادى: يا أهل الجنة! سلام عليكم، فلا يلتفتون إلى شيء مما هم فيه من النعيم ما داموا كذلك حتى يتوارى عنهم وتبقى بركته ونوره).
وهذا الحديث -وإن كان ضعيفاً- له شواهد تقويه، ففيه إثبات صفة الكلام لله عز وجل، وفيه إثبات صفة العلو؛ لأنهم يرفعون رءوسهم والله يكلمهم من فوقهم، وفيه إثبات صفة الرؤية، وأن المؤمنين يرون ربهم، وصفة الرؤية والكلام والعلو من أعظم الصفات، فمن أثبتها فهو من أهل السنة، ومن نفاها فهو من أهل البدع.
وهذه من الصفات الفارقة بين أهل السنة وغيرهم، وأعظم نعيم يلقاه أهل الجنة هو رؤيتهم لربهم سبحانه وتعالى وسماعهم لكلامه.
وإنكار الكلام إنكار لأعلى نعيم يعطاه أهل الجنة الذين ما طابت لهم الجنة إلا بذلك.
وأهل البدع -والعياذ بالله- أنكروا كلام الله وعلوه وأنه يُرى في الآخرة، نسأل الله السلامة والعافية.