ومن الأدلة على إثبات الكلام لله سبحانه وتعالى مما فيه الرد على أهل البدع: قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُوْلَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[آل عمران:٧٧]، ووجه الدلالة أن الله أهانهم بترك تكليمهم، وأنه لا يكلمهم كلام تكريم؛ إذ قد أخبر في الآية الأخرى أنه يكلمهم كلام غضب فقال:{قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ}[المؤمنون:١٠٨]، فدل على أنه يكلم عباده المؤمنين في الرضا، ولو كان لا يكلم عباده المؤمنين لتساووا مع وأعدائه في عدم الكلام، ولم يكن في الإخبار بأنه لا يكلم أعداءه فائدة، فلما أخبر أنه لا يكلم أعداءه دل على أنه يكلم أولياءه في الرضا.