أما الأشاعرة -وهم الذين انتشر مذهبهم انتشاراً واسعاً في الكتب والمؤلفات، والذين يسمون أنفسهم بأهل السنة- فلهم شبه قوية، وبعضهم يكفر أهل السنة والجماعة.
فالأشاعرة يقولون: إن كلام الرب معنى قائم بنفسه، فهو لازم لذات الرب كلزوم العلم والحياة والسمع والبصر، لا يُسمع أبداً، لكن هذا القرآن الموجود في المصاحف عبارة عن كلام الله، ويسمونه أحياناً كلام الله فيقولون: هذه التسمية من باب المجاز، فإذا جئت إلى الأشعري وقلت له: المصحف كلام الله؟ يقول: نعم كلام الله، وعند المناظرة والتبين يقول: لا، فأنا مرادي أنه مجاز عن كلام الله، فأنا أسميه كلام الله؛ لأن كلام الله تأدى به، ولأنه عبارة عن كلام الله، أما كلام الله فهو معنى قائم بنفسه لا يسمع، فليس بحرف ولا صوت، وهذا هو مذهب الأشاعرة.
ومذهب الأشاعرة منتشر انتشاراً واسعاً، وهو أقرب المذاهب إلى أهل السنة، لكن خلافه خلافٌ قوي.