يوجد في قريتنا شركيات كثيرة، وسحرة، وأخشى إذا ذهبت إليها أن يصيبوني بأذى، سواء بسحر أو بقتل أو غيره، علماً أنهم يعرفونني، فما واجبي تجاه العامة الذين تأصل فيهم تقديس هؤلاء السحرة؟
الجواب
الواجب عليك أن تتحصن بالأوراد الشرعية والأدعية والآيات من القرآن، فتقرأ بعد كل فريضة آية الكرسي، وتقرأها عند النوم، فإن من قرأها عند النوم لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه الشيطان حتى يصبح، فهؤلاء السحرة معهم شياطين، ولا يقربك الشيطان إذا صدقت مع الله، فتقرأها عند النوم، وتقرأها بعد كل فريضة كما ثبت في الحديث، وتقرأ (قل هو الله أحد)، و (قل أعوذ برب الفلق)، و (قل أعوذ برب الناس) بعد كل فريضة، وتقرأ هذه السور الثلاث بعد المغرب ثلاث مرات، وبعد الفجر ثلاث مرات، وعند النوم تقرؤها أيضاً، وتنفث بكفيك وتمسح وجهك ورأسك وما استطعت من جسدك، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك عند النوم، وتتعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، وتقول:(بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم)، وتقرأ الآيتين من آخر البقرة في كل ليلة، وأبشر بالخير، ولن يضرك شيء.
وعليك أن تعلم العامة أنهم سحرة وأنهم ليس بأيديهم شيء فالأمر بيد الله، قال الله تعالى:{وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}[البقرة:١٠٢]، فلا يضرك شيء إلا شيء قدره الله عليك، فلا ينبغي للإنسان أن يكون جباناً رعديداً، بل تحصن بالأوراد الشرعية، وقو إيمانك بالله، وثق به وتوكل عليه، والله هو الحافظ وهو الواحد سبحانه وتعالى، وأفهم العامة ذلك، وبين لهم أن يعلقوا آمالهم وأن يثقوا بالله، وأن يتوكلوا على الله، وأن يتحصنوا بالآيات والأوراد الشرعية من شر هؤلاء الشياطين ومن غيرهم.
فقوله سبحانه:{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ}[الفلق:١ - ٢] أي: جميع ما خلقه الله تستعيذ بالله من شره، وإلا فهناك بعض المخلوقات لا شر فيها، فالأنبياء والملائكة هم خير، فقوله:{مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ}[الفلق:٢] يعني: من شر المخلوقات التي فيها شر.
وقوله:{وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ}[الفلق:٣] أي: الليل إذا دخل؛ لأن أهل الشرور ينتظرون الليل فيظهرون، وتظهر شرورهم في ظلام الليل.
وقوله:{وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ}[الفلق:٤] أي: السواحر اللاتي يعقدن وينفثن في عقدهن، فاصدق مع الله، فإن هذه آيات عظيمة.
وكذلك آية الكرسي اقرأها بتدبر وتمعن، وفكر في معانيها، وثق بالله، وتوكل عليه، واعتمد عليه، ولن يضرك أحد إلا بشيء كتبه الله عليك لابد منه، فالقدرة والمشيئة ونفوذ القضاء والقدر لابد منه, فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.