وكذلك النفاق ينقسم إلى قسمين: نفاق أكبر، ونفاق أصغر.
فالنفاق الأكبر: لا يغفره الله إلا بالتوبة منه، ويخرج من ملة الإسلام، ويحبط جميع الأعمال، ويوجب لصاحبه الخلود في النار في دركها الأسفل تحت اليهود والنصارى والوثنيين، قال الله تعالى:{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا}[النساء:١٤٥].
والنفاق الأكبر: هو أن يظهر الإنسان إيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر، وهو في الباطن منصرف من ذلك كله، فلا يؤمن بالله في الباطن، ولا بالملائكة ولا بالكتب ولا بالرسل ولا باليوم الآخر ولا بالقدر، ولا يؤمن بالقرآن وأن الله تكلم به، وأن الله أنزله هداية للناس، وشفاء لما في الصدور، وأن الله أنزله للإنذار والبشارة، ففيه بشارة المؤمنين وإنذار لبأس الله وعقابه.
والنوع الثاني: نفاق أصغر، وهذا النفاق الأصغر تحت مشيئة الله، وقد يكون معصية من المعاصي، وقد يغفره الله، ولا يخرج من ملة الإسلام، ولا يحبط الأعمال، ولا يوجب الخلود في النار.
والفرق بين النوعين: أن النفاق الأكبر يكون في القلب، والنفاق الأصغر يكون في العمل، فالنفاق الأكبر لا يغفره الله إلا بالتوبة منه، فمن مات على ذلك فهو كافر مشرك لا يغفر له، وهو خارج من ملة الإسلام، وأعماله كلها حابطة، وهو من المخلدين في النار في دركها الأسفل، نسأل الله السلامة والعافية.
وهو أن يكون للإنسان باطن وظاهر، فباطنه الكفر وظاهره الإسلام، ففي الظاهر يصلي مع الناس ويصوم ويحج ويجاهد ويتصدق، وقد يتكلم بكلام طيب نفاقاً، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، لكنه في الباطن كاذب، وقلبه غير منقاد، وإن صدق وعرف الحق لكنه ليس مقراً ولا معتقداً به.