ما رأيكم في الدعاء بصفات الله والحلف والاستعاذة بصفات الله، كقولنا: بيد الله إن لم تفعل كذا فعلت بك كذا وكذا، وهكذا في جميع صفات الله؛ إذا قد ذكر البخاري باباً في كتاب الإيمان سماه باب الحلف والاستعاذة بصفات الله، وهل يدخل في ذلك أفعال الله؛ لأنها من صفاته؟
الجواب
أما الاستعاذة فقد ورد فيها:(أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات)، وورد:(أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر)، فلا بأس، وكذلك القسم قال الله تعالى عن إبليس:{فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}[ص:٨٢]، وفي الصحيحين في قصة الرجل الذي هو آخر أهل النار خروجاً وآخر أهل الجنة دخولاً أنه قال:(وعزتك لا أسألك غيرها)، فالقسم والحلف بالعزة -وكذلك الاستعاذة- لا بأس به.
أما سؤال الصفة، كأن يقول: يا رحمة الله! ارحميني، فهذا ممنوع، وقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله أن هذا من الكفر، أي: نداء الصفة، مثل: يا رحمة الله! ارحميني، يا رضا الله إلى آخره، فهذا السؤال ممنوع.
والدعاء عبادة، والعبادة توقيفية، فلا يتعبد الإنسان إلا بما ورد به الشرع، ولم يرد سؤال الصفة وحدها، كقول: يا رحمة الله! ارحميني، ما ورد، فلا يتعبد الإنسان إلا بما ورد به الشرع.