للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[من تصح الاستعانة به من الأحياء الحاضرين]

السؤال

ما هو ضابط وصف الحاضر الذي يستعان ويستغاث به؟

الجواب

الحاضر هو الحي القادر الذي يكون أمامك معه الأسباب التي تستعين به من أجلها، فإذا كان أمامك قلت له: أعني يا فلان.

وكذلك استغاثة الغريق إذا استغاث بسباح يجيد السباحة ومعه أسباب ذلك، فهذا لا بأس به، وكذلك في الاستعانة، فيستعين بقادر حاضر، وأما إذا استعان بالجن، أو بغائب، أو بميت؛ فهؤلاء ليست معهم أسباب الإعانة، فالاستعانة بهؤلاء شرك.

السؤال: الجن عالم حاضر، وهم يروننا ويسمعوننا ونتكلم معهم ونسمعهم فما حكم الاستعانة والاستغاثة بهم في بعض الحالات؟ الجواب: الاستعانة والاستغاثة بالجن شرك؛ لأنهم ليسوا حاضرين أمامنا، فأكثرهم غائبون ولا نراهم، وكذلك الاستغاثة بالملائكة، فلا تجوز الاستعانة والاستغاثة بهم؛ لأنهم غائبون ولا نراهم، فهذا هو الأصل، قال الله تعالى: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ} [الأعراف:٢٧]، فلا يجوز للإنسان أن يستعين بهم، أو أن يقول: يا جن! خذوه، أو ما أشبه ذلك، فبعضهم يقول: يا جن! خذوه.

وهذا لا يجوز؛ لأنه من الشرك، لكن لو كلم الجن أو كلموه فهنا ذكر شيخ الإسلام رحمه الله أن الاستعانة بهم على ثلاثة أحوال: الأول: أن يستعين بهم في أمر محرم، كأن يستعين بهم في أن يسرقوا له، أو ما أشبه ذلك، فهذا محرم.

الثاني: أن يستعين بهم في أمور مباحة، فهذا مباح.

الثالث: أن يأمرهم بالمعروف، وينهاهم عن المنكر، ويدعوهم إلى الله، فهذا مطلوب ومشروع؛ لأنه يجب على الإنسان أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، لكن لا ينبغي للإنسان أن يتمادى في مثل هذا، فبعض الناس قد يتمادى، وبعضهم يدعي أن الجن يخاطبونه، وبعض القراء الذين يقرءون على المرضى يدعي أنه يكلم الجني، وأن الجني يخبره بالمرض الذي في المصروع الآخر، وأنه يستعين بهذا الجني على الجني الآخر، وهذا الفعل غير صحيح، فالجن لا يصدقون ولا سيما الفسقة منهم.

والمقصود أنه ينبغي على الإنسان ألّا يتمادى في مثل هذا، فبعض الناس يتمادى ويتوسع في هذا الأمر، فلا يجوز للإنسان أن ينادي الجن ولا أن يستعين بهم، فهذا من الشرك؛ لأنهم غائبون ولا نراهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>