وكذلك الجهل ينقسم إلى قسمين: الأول: جهل أكبر، وهو جهل الكفر، وهذا لا يغفره الله إلا بالتوبة منه، ويخرج من الملة، ويحبط الأعمال، ويخلد صاحبه في النار، والعياذ بالله، ومثاله قول الله تعالى:{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}[الأعراف:١٩٩] أي: الجاهلين جهل كفر، وهو مثل قوله تعالى:{فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ}[الحجر:٩٤].
وهذه الآية مثل قوله تعالى:{فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ}[الزخرف:٨٩]، أي: اصفح عن المشركين، وهذا قبل أن يؤمر بالجهاد عليه الصلاة والسلام.
والثاني: جهل أصغر، وهو جهل المعصية، مثل قوله تعالى:{إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ}[النساء:١٧]، فكل من عصى الله فهو جاهل ولو كان عالماً بالمعصية.