أما البدع فهي أشد من الكبائر، وهي أحب إلى الشيطان من المعصية؛ لأن صاحب البدعة يظن أنه على حق وعلى صواب، فلا يتوب، بخلاف العاصي والزاني والسارق وشارب الخمر؛ فإنه يعرف ويعلم أنه عاصٍ، فقد يوفق للتوبة، أما المبتدع فلا يعترف بأنه على خطأ، ففي الغالب أنه لا يتوب.
والبدع كثيرة، منها بدع تكون في الصلوات، وفي الأذكار، وفي الوضوء، وما أشبه ذلك، فالتلفظ بنية الصلاة بأن يقول: نويت أن أصلي خلف هذا الإمام، أو أن يأتي بأذكار بعد غسل اليدين وغسل الوجه، كل هذا ليس له أصل، وهو من البدع، وهكذا بدعة المولد.
وأشد البدع البدع التي تكون في باب أسماء الله تعالى وصفاته، فهذه أعظم البدع وأشدها.
والبدعة تنقسم إلى قسمين: بدعة مكفرة وبدعة غير مكفرة، أي: قد توصل البدعة صاحبها إلى الكفر، والمبتدع الذي وصلت بدعته إلى الكفر حكمه حكم الكافر كما سبق.
وأما البدعة التي لا توصل إلى الكفر فهذه حكم صاحبها حكم أهل الكبائر، فهو تحت مشيئة الله، فهو مؤمن ضعيف الإيمان، وناقص الإيمان، لكن البدعة أشد من الكبيرة، وهي أحب إلى الشيطان من الكبيرة؛ لأن صاحب الكبيرة معترف بخطئه، فقد يوفق إلى التوبة، وهو حري بأن يوفق للتوبة، أما صاحب البدعة فلا يعترف بأنه مخطئ، بل يظن أنه على صواب، ولذلك كان الغالب أنه لا يتوب.
وسنعرض لبعض البدع في باب الأسماء والصفات لعظم خطرها.
وأعظم البدع في صفات الله تعالى: الأقوال البدعية في كلام الله عز وجل، والأقوال البدعية في علو الرب سبحانه وتعالى.