الطائفة الرابعة: الفرعونية، وعلى رأسهم فرعون، ففرعون أنكر الرب العظيم، وإن كان مستيقناً به في الباطن، لكنه كذب موسى وزعم أنه ليس لهذا العالم رب، وقال: وما رب العالمين؟ وهو تجاهل العارف، ولهذا كان أشهر من عرف تجاهله وتظاهره بإنكار الخالق هو فرعون، وسار على طريقته الفرعونية الاتحادية الذين يقولون: إن الوجود واحد.
فمذهبهم مذهب فرعون، وسيأتي أنهم يقولون: الوجود واحد متحد، فليس هناك رب ولا عبد، فالرب هو العبد والعبد هو الرب، والخالق هو المخلوق، والمخلوق هو الخالق، فأنت الخالق وأنت المخلوق، وأنت الرب وأنت العبد، ورئيسهم وزعيمهم ابن عربي الطائي.
فهؤلاء ينكرون وجود الله في الظاهر وإن كانوا مستيقنين بوجوده في الباطن، وسيأتي أن ابن عربي يقول: ليس هناك فرق بين الرب والعبد، ويقول: الرب عبد والعبد رب يا ليت شعري من المكلف إن قلت عبد فذاك ميت أو قلت رب أنى يكلف ويقول: (رب مالك، وعبد هالك، وأنتم ذلك).
فهؤلاء الملاحدة على طريقة فرعون، لا يثبتون وجوداً لله.
وهذه الطوائف الأربع شذت عن المجموعة البشرية وأنكروا وجود الرب الكريم، وأنكروا ربوبيته.