المذهب السابع: مذهب الجهمية: وتحول إلى المعتزلة فنسب إليهم، وهو أن كلام الله ألفاظ ومعانٍ وحروف وأصوات، وهي تتعلق بمشيئته وقدرته، لكنه مخلوق خارج ذاته، فالله تعالى خلق هذه الحروف والأصوات والمعاني خارج ذاته فنسبها إلى نفسه، فصار بها متكلماً، فكلام الله مخلوق من مخلوقات الله نسبه إلى نفسه للتشريف والتكريم، وقالوا عن تكليمه تعالى لموسى: خلقه في الهواء، أو في الجسم، فمن ذلك الجسم بدأ.
فهذا مذهب الجهمية، ثم تحول إلى المعتزلة، فهم يقولون: كلام الله ألفاظ ومعانٍ وحروف وأصوات، لكنها مخلوقة خارج ذاته، ونسبها إلى نفسه للتشريف والتكريم، كما نسب الناقة إليه فقال: ناقة الله، والعبد إليه فقال: عبد الله، والرسول إليه، فقال: رسول الله، وهذا مبني على شبهة، وهي إنكار أن يتصف الله بالصفات؛ فراراً من التشبيه والتجسيم، فإنهم قالوا: لو قلنا: إن الله يتكلم والمخلوق يتكلم لصار في ذلك تشبيه وتجسيم، ففروا من التشبيه والتجسيم فقالوا: إن الكلام مخلوق خارج ذاته.
فهذه المذاهب السبعة يقول عنها ابن القيم: هي الدائرة بين الناس، وفضلاء العالم لا يعرفون غيرها، وهي كلها باطلة.