للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[عقيدة الجيلاني]

السؤال

هل كان عبد القادر الجيلاني على عقيدة أهل السنة والجماعة، وتلامذته هم الذين عظموه بعد وفاته؟

الجواب

نعم، فـ عبد القادر الجيلاني من الصالحين، وهو من علماء الحنابلة، ولكن الناس عكفوا على قبره وغلوا فيه ودعوه من دون الله، وهو لا يرضى بذلك، وذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وأثنى عليه، وله كتاب (الغنية)، ومن ذلك أيضاً أن شيخ الإسلام رحمه الله ذكر قصة له تبين أن الشياطين تستولي على بعض الناس فتغريهم بالشرك وتتسلط عليهم كما تتسلط على المشركين، فبعض الشياطين تدخل في القبور، وتخاطب من يدعوها من دون الله، ويسمع منها الصوت، مثل العزى كان يسمع منها الصوت، فيظن المشرك أنه إذا دعاه وأجابه أنه سيقضي له حاجته، وقد ينشق القبر ثم يخرج شيطان في صورة الميت ويسلم عليه، ويقول: أنا أقضي لك حوائجك، حتى يغريه بالشرك ويشده إليه، هكذا كان شيخ الإسلام يقول: ذكر لي شخص أنه رآني في صورتي في البلد الفلاني، وأنا في البلد الفلاني.

ومن ذلك ما حصل لـ عبد القادر الجيلاني، حيث قال: رأيت عرشاً بين السماء والأرض، فنادني بصوت فقال: يا عبد القادر! أنا ربك قد أسقطت عنك الفرائض، وأبحت لك المحارم كلها.

فقلت: اخسأ يا عدو الله، فتمزق ذلك العرش، وذهب ذلك النور، وقال: نجوت مني بحلمك وعلمك يا عبد القادر، وقد أغويت بهذه الفعلة سبعين صِدِّيقاً أو كما قال.

ثم قيل له: كيف عرفت -يا عبد القادر - أنه الشيطان؟ قال: عرفت عندما قال: أسقطت عنك الواجبات وأبحت لك المحرمات، والأصل أن الواجبات لا تسقط عن أحد، فهي لا تسقط عن أحد إلا من فقد عقله، وقال: إنه لم يستطع أن يقول: أنا الله، وإنما قال: أنا ربك.

فهذه من القصص التي ذكرها شيخ الإسلام عن عبد القادر الجيلاني، فالشيطان يتخذ عرشاً من نور بين السماء والأرض، فيخاطبه الشياطين، ولهم أفعال شيطانية كثيرة ولاسيما على من يتسلطون عليهم من عباد القبور وغيرهم، فيشجعونهم على البقاء على الشرك، حتى إنه إذا ترك العبد الشرك يأتيه الشيطان ويقوم بإيذائه والتسلط عليه حتى يفعل الشرك، قال الله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ} [النحل:٩٨ - ١٠٠]، فالذي يتولاه يكون له عليه سلطان، حتى إن بعض عباد القبور يأتي يزحف، أو وهو ساجد حتى يصل إلى القبر، ويقول: إنه لا يستطيع أن يمشي وهو قائم، ولو أنه مشى قائماً لخبطه الشيطان حتى يعظم هذا الميت، ويمشي وهو راكع أو يمشي على ركبتيه، وهذا مشاهد وواقع في قصص كثيرة من هذا القبيل.

وقد ذكر لي أحد المصريين الحجاج أنه يذبح للسيد البدوي، وبعضهم يقول: إنه يذبح في العام مرة، ويقول: عليه ذبيحة لأهل الله.

وقال: إني أردت مرة أن أترك الذبح، أو تأخرت عن الذبح، فجاءني في الليل جمل قد فتح فاه يريد أن يأكلني، وما تخلصت منه حتى ذبحت له، فانظر كيف أن الشياطين تتسلط عليهم حتى يذبحوا للقبور، كما قال الله {إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ} [النحل:١٠٠].

<<  <  ج: ص:  >  >>