وبين سبحانه وتعالى -أيضاً- أوصافهم في سورة الفتح، ومنها أنهم يظنون بالله ظناً سيئاً، وهو أنهم سيقضون على الإسلام والمسلمين وستكون الدائرة للكفرة، قال سبحانه:{سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ}[الفتح:١١]، هكذا المنافق يقول بلسانه ما ليس في قلبه:{قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا * بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا}[الفتح:١١ - ١٢] أي: ظن المنافقون في غزوة أحد أن لن يرجع الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبداً، وأن الدائرة للكفار على المؤمنين، وأنه سيقضى على الإسلام والمسلمين، قال تعالى:{وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا}[الفتح:١٣].