يقول بعضهم: إقرار البنوك الربوية وبناؤها من الكفر البواح، فما صحة ذلك؟
الجواب
ليس هذا من الكفر البواح، وإنما الكفر البواح هو الاستحلال، فمن استحل الأمور التي دلت النصوص الكثيرة على تحريمها، كالأمور المعلومة من الدين بالضرورة تحريمها، وصرح بأنه استحلها ففعله هو الكفر البواح، أما فعل المعاصي من غير استحلال فليس من الكفر البواح، والقول بأن فعل المعاصي من غير استحلال هو من الكفر البواح هو مذهب الخوارج والمعتزلة، أما أهل السنة فلا يرون أن فعل المعاصي من غير اعتقاد حلها من الكفر البواح، ومعنى الكفر البواح أي: الكفر الصريح الذي لا شبهة فيه، وأين البواح في مثل إنسان زنى؟! أتقول: هذا كفر كفراً بواحاً؟! وإنسان آخر تعامل بالربا؟! أتقول: هذا كفر كفراً بواحاً؟! أين الكفر البواح في مثل هذه المعاصي؟! لكن لو أن إنساناً أعلن قائلاً: الزنا حلال، وبينت له النصوص فقال: لا أقبلها، هو حلال، فهذا هو الكفر، أو سب الله أو استهزأ به أو بكتابه أو برسوله أو بدينه أمام الناس، فهذا هو الكفر البواح، فلا ينبغي أن يفسر الإنسان الكفر البواح على رغبته.