النوع التاسع: التصريح بأن بعض المخلوقات عنده، كقوله سبحانه:{وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ}[الأنبياء:١٩]، وقوله:{فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ}[فصلت:٣٨]، وقوله:{إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ}[الأعراف:٢٠٦]، وثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(لما خلق الله الخلق كتب في كتابه -فهو عنده فوق العرش-: إن رحمتي سبقت غضبي)، والإخبار بأن بعض المخلوقات عنده يدل على العلو، ولو لم يدل ذلك على العلو لما كان للتعبير بالعندية فائدة، ولكانت المخلوقات كلها في القرب والعندية سواء، فلما أخبر بأن بعض المخلوقات عنده دل على أن لها خصوصية وأنها في العلو، أما الملك فالله مالك لكل شيء، ولهذا قال:((وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ)) أي: ملكاً وتصريفاً وتدبيراً، ((وَمَنْ عِنْدَهُ)) أي: في العلو، (لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ).