للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم الصلاة خلف إمام أشعري]

السؤال

هل تجوز الصلاة خلف إمام أشعري؟

الجواب

هذه مسألة خلافية، وهي مسألة الصلاة خلف الفاسق أو المبتدع هل تصح أو لا تصح؟ فبعض العلماء يرى أن الصلاة غير الصحيحة، فإذا صلى خلف المبتدع أو الفاسق فإنه يعيدها، وقال بعضهم: يصلي خلفه نفلاً ثم يعيدها، وذهب آخرون إلى أنها تصح، وهو الصواب، بشرط أن تكون بدعته أو فسقه لا تصل إلى الكفر، أما إذا كانت بدعته أو فسقه موصلة إلى الكفر فإن صلاته لا تصح، فإذا كان وثنياً يدعو غير الله ويذبح للأولياء وللصالحين، أو حلولياً أو اتحادياً لا تصح الصلاة خلفه، والدليل على ذلك أن الصحابة صلوا خلف الحجاج، وكان الحجاج فاسقاً ظالماً، ولما ثبت في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يصلون لكم -يعني الأئمة- فإن أصابوا فلكم ولهم، وإن أخطئوا فلكم وعليهم)، لكن إذا وجدت غير الفاسق لا تصل خلف الفاسق، ولا ينبغي أن يكون إماماً للناس وهو فاسق أو مبتدع، وإذا وجد فاسق أو مبتدع يصلي بالناس فإنه يجب أن يرفع به إلى ولاة الأمور حتى يعزل ويعين مكانه إمام من أهل السنة والجماعة سلفي المعتقد، لا أشعري، ولا فاسق، بل عدل، لكن إذا بليت به وصليت خلفه فصلاتك صحيحة، أو لم تجد جماعة إلا جماعته فإنك تصلي خلفه، وإذا وجدت غيره فلا تصل خلفه، وصل خلف غيره، وإذا صليت خلفه فمعناه أنك أقررته على المنكر، ولهذا يقول العلماء: من صلى خلف فاسق وهو يجد غيره فإنه ما أنكر عليه المنكر، وأقل إنكار المنكر أنك لا تصلي خلفه، فإذا كنت لا تنكر المنكر باللسان فأقل شيء ألا تصلي خلفه، لكن لو صليت خلفه فالصلاة صحيحة في أصح قولي العلماء، بشرط ألا تكون هذه البدعة أو الفسق موصلة إلى الكفر الأكبر أو الشرك الأكبر، أما إذا كانت البدعة أو الفسق توصله إلى الشرك الأكبر فلا تصح الصلاة، وإذا صلى أمرؤ خلفه يجب عليه إعادتها، كما لو صلى خلف من يدعو غير الله، أو صلى خلف من يذبح للأولياء، أو يطلب المدد منهم، أو ينذر للصالحين، أو ينكر وجود الله، أو يقول: إن الله حال في المخلوقات، أو: إن الله متحد في المخلوقات، فهذا لا يصلى خلفه، وإذا صلى امرؤ خلفه أعاد الصلاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>