[الرد على مدعي ضعف أهل السنة في اعتقادهم حرمة الخروج على الولاة]
السؤال
يرى البعض أن قول المعتزلة في الخروج على الأئمة الفساق فيه شيء من القوة والشدة الصارمة معهم، وقول أهل السنة فيه ضعف وخور وركون إلى الدنيا، وفيه الإقرار لهم على معاصيهم وفسقهم؟
الجواب
هذا السائل يميل إلى المعتزلة، وكلامه فيه ميل وركون إليهم، ونقول: أهل السنة كلامهم ليس فيه ضعف ولا خور ولا ركون إلى الدنيا؛ لأن أدلة أهل السنة واضحة كثيرة كحديث عوف بن مالك الأشجعي في صحيح مسلم، وهو من أصح الكتب بعد البخاري، وفيه قوله عليه الصلاة والسلام رداً على من سأله عن الخروج عليهم:(لا، ما أقاموا فيكم الصلاة) فأين يكون الضعف؟! لاشك في أنه في فهم هذا السائل، وإنما أتي من قبل نفسه، وأدلة أهل السنة واضحة قوية، وأهل السنة جمعوا بين النصوص جمعاً معقولاً، وعملوا بالنصوص من الجانبين، وعملوا بالقواعد العامة التي قررتها النصوص، كقاعدة المصالح والمفاسد، وفيها أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، ومن يقول بعد هذا: إن أدلة أهل السنة فيها ضعف وهوى ومهانة، وأدلة المعتزلة فيها قوة؛ لا يكون مصيباً، وهو على غير بصيرة؛ لأنها قوة في الباطل.