أحياناً أعمل بعض الأعمال أريد بها وجه الله تعالى، لكن بعد العمل أو أثناء العمل يدخل في قلبي شيء من الرياء، كفرحي بعلم فلان من الناس، أو حبي أن أمدح، فهل هذا من الرياء؟ وما العلاج لهذا؟
الجواب
إن كان ذلك في أثناء العمل فهذا فيه تفصيل: إن طرأ الرياء في أثناء العمل وكان خاطراً ودفعه فلا يضره، أما إذا استرسل فيه ففيه خلاف بين أهل العلم، فمن العلماء من قال: يجازى بنيته الأولى؛ لأن نيته الأولى كانت لله، ومن العلماء من قال: إذا استرسل معه إلى نهاية العمل فإنه يحبط العمل.
وأما إذا كان بعد العمل، ثم أثنى عليه الناس فهذا لا يضره؛ لأن تلك عاجل بشرى المؤمن، كما في الحديث:(تلك عاجل بشرى المؤمن)، لكن لا يتحدث هو بالعمل، لكن لو تحدَّث الناس بعمله، أو علم الناس به، ثم سره ذلك فلا يضره ذلك، فهذا من عاجل بشرى المؤمن، أما أن يتحدث بعمله ويقول: أنا أفعل كذا، وأنا أصوم، وأنا أصلي الليل، وأنا أصوم الإثنين والخميس؛ فهذا من الرياء كما ذكر العلماء.
والإنسان إذا وقع في شيء من ذلك فليجاهد نفسه، وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وليدفع هذه الخواطر، وليعلم أن الناس لا ينفعونه ولا يضرونه.