[صور من الكفر الأكبر]
والكفر الأكبر الذي يخرج من الملة له أنواع وأمثلة: النوع الأول: تكذيب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، أو تكذيب أحدهما.
الثاني: تكذيب بعض ما جاء عن الله، أو بعض ما جاء عن رسول الله، ومن أدلة ذلك قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [المائدة:١٠]، وقال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [الأعراف:٣٥]، {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة:٣٩].
الثالث: بغض الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، أو بغض أحدهما.
الرابع: بغض شيء مما جاء عن الله أو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فهذه أربعة، وإن شئت جعلتها ثمانية فقلت.
أولاً: تكذيب الله تعالى.
ثانياً: تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم.
ثالثاً: تكذيب بعض ما جاء عن الله.
رابعاً: تكذيب بعض ما جاء عن رسول الله.
خامساً: بغض الله.
سادساً: بعض رسول الله.
سابعاً: بغض شيء مما جاء عن الله.
ثامناً: بغض شيء مما جاء عن رسول الله.
تاسعاً: المسرة بانخفاض دين الرسول صلى الله عليه وسلم، أي: السرور والمحبة لضعف الإسلام والمسلمين، فإذا ضعف المسلمون وانخفض دين الإسلام فرح المنافق واستبشر وسره ذلك.
عاشراً: الكراهية لانتصار دين الرسول صلى الله عليه وسلم، فالمنافق يكون عنده كراهية وأسف إذا انتصر دين الرسول صلى الله عليه وسلم أو انتصر الإسلام والمسلمون، فإذا انتصر الإسلام والمسلمون كره ذلك وساءه ذلك، فهذا منافق في الدرك الأسفل من النار، نعوذ بالله.
الحادي عشر: اعتقاد عدم وجوب تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم في أخباره، أي: يعتقد أنه لا يجب تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم في أخباره، أو يعتقد أنه لا يجب تصديق الله ولا تصديق رسوله صلى الله عليه وسلم في الأخبار التي جاءت في القرآن وفي السنة، فيقول: يجوز أن تصدق خبر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لكنه ليس بواجب، أي: إن شئت فصدق، وإن شئت فلا تصدق، فأنت بالخيار، إن شئت أن تصدق خبر الله وخبر رسوله فافعل، وإن شئت أن تصدق كلام المنجمين أو غيرهم فافعل، فهذا نفاق، فلابد من أن يعتقد وجوب تصديق الله والرسول صلى الله عليه وسلم في أخبارهما.
الثاني عشر: اعتقاد عدم وجوب طاعة الله وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، أي أنه تجوز طاعة الله ورسوله، لكنها ليست واجبة، فهذا نفاق.
الثالث عشر: أن يطلب العلم بالله من غير أخبار الله ورسوله، فيطلب معرفة الله بأسمائه وصفاته عن طريق الفلاسفة، أو يطلبها عن طريق التقليد.
الرابع عشر: أن يطلب العمل لله من غير أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، ويعمل لله ويتقرب إلى الله، لكن من غير أوامر الله وأوامر رسوله، بل من طريق الوجد أو الذوق أو القياس أو التقليد، فهذا نفاق.