النوع الثالث عشر: ما ثبت في صحيح مسلم وغيره من سؤال النبي صلى الله عليه وسلم للجارية عن الله بـ (أين) كما في حديث معاوية بن الحكم السلمي لما صك الجارية وعاتبه النبي صلى الله عليه وسلم فأراد أن يعتقها، فسألها النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها:(أين الله؟، قالت: في السماء، قال: من أنا، قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها؛ فإنها مؤمنة)، والسؤال عن الله بـ (أين) يدل على أن الله في العلو؛ لأن (أين) يسأل بها عن المكان.
والجهمية يجيبون عن حديث الجارية بأن هذه الجارية أعجمية لا تفهم، فالرسول صلى الله عليه وسلم خاطبها على قدر عقلها وفهمها، فسألها سؤالاً فاسداً يناسب حالها وأقرها على جواب فاسد؛ لأن هذا هو المناسب لحالها، لذلك فهم يقولون: إن مراد الرسول صلى الله عليه وسلم (مَنْ الله؟) وليس مراده (أين الله) و (من) يطلب بها السؤال عن الحقيقة.
هكذا جعلوا الرسول عليه الصلاة والسلام عاجزاً عن أن يقول:(مَن الله) فقال: (أين الله) وعلى هذا يكونون قد اتهموا الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه لم يبلغ الشريعة، وأنه سأل سؤالاً فاسداً وأقر على جواب فاسد، وأنه لم يبين الحق، نسأل الله العافية، وهذه تهمة عظيمة، وطعن في النبي صلى الله عليه وسلم.
فتلك أنواع من الأدلة، وكل نوع تحته أفراد من الأدلة.