للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا تزال على خصبها، ومن الممكن الاستفادة منها فائدة كبيرة باستعمال الوسائل الحديثة في إيجاد المياه١.

وكتابة هذا المكرب، هي أقدم وثيقة وصلت إلينا عن سد "مأرب"، أنها شهادة مهمة تشير إلى مبدأ تأريخ هذا السد، ولكنني لا أستطيع أن أقول أن السد، كان من تفكير هذا المكرب وعمله، وأنه أول من شق أساسه ووضع بنيانة، فقد يكون السد من عمل أناس غيره حكموا قبله، وما المشروع الذي أقامه هذا المكرب إلا تتمة لذلك المشروع القديم.

إن هذه الكتابة هي وثيقة ترجع تأريخ السد إلى جملة مئات من السنين سبقت الميلاد. ترجعه إلى حوالي السنة "٧٥٠ ق. م." على رأي بعض الباحثين٢.

وقد ورد اسم هذا المكرب في عدد من الكتابات أكثرها متكسرة٣.

وسار المكرب "يثع أمر بين" على سنة أبيه المكرب "سمه علي ينف" في العناية بأمور الري، فأدخل تحسينات كبيرة على سد مأرب، وأنشأ له فروعًا جديدة، ففتح ثغرة في منطقة صخرية لتسيل منها المياه إلى أرض "يسرن" "يسران"٤. وزاد بعمله هذا في التحكم والسيطرة على مياه السيول، وفي تسخير الطبيعة لخدمة الإنسان، وعمل على تعلية سد "رحبم" "رحاب" القديم وتقويته، فوسع بذلك الأرضين الزراعية، وزاد في ثروة أهل "مأرب" الذين زاد عددهم، حتى تغلب على عدد سكان "صرواح" عاصمة المكربين، وتمكنت "مأرب" بذلك من منازعة هذه العاصمة، إلى أن تغلبت عليها، فصارت العاصمة للبسئيين ومقر حكام سبأ، وصاحبة معبد "المقه" إله سبأ الكبير٥.

وقد ذهب بعض الباحثين إلى أن المكرب "سمه علي ينف" والمكرب "يثع أمر بين "كانا المؤسسين الأصليين لسد مأرب، ويرجعون زمانهما إلى القرن السابع قبل الميلاد، فيكون إنشاء السد إذن في هذا الزمن على رأي هؤلاء الباحثين


١ العظم نزيه مؤيد: رحلة: "٢/ ٨٨ وما بعدها".
٢ Glaser ٥١٣ + ٥١٤, Discoveries ? P. ٧٥
٣ Le Museon, LXII, ٣-٤, (١٩٤٩) , P. ٢٤٩, CIH ٦٢٢, ٦٢٣, ٦٢٩, ٧٧٤, ٨٧٥, Philby ٧٧,REP. EPIG., ٣٦٥٠, ٤١٧٧, ٤٣٧٠, AF. ٦٢, IH
٤ Rhodokanakis, Studi. Lexi., ٢, S. ١٠٢, Glaser ٥٢٣, ٥٢٥, Discoveries, P. ٧٥
٥ Background, P. ٣٩

<<  <  ج: ص:  >  >>