للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد استمر من جاء بعدهما في إصلاحه وفي إضافة زيادات إليه وفي توسيعه وترميمه، إذ أصيب مرارًا بتلف اضطر الحكومات إلى إصلاحه. وقد أشير في الكتابات إلى تهدم جزء منه في سنة "٤٥٠ ب. م." وسنة "٥٤٢ ب. م."١.

وقد كان آخر ترميم وإصلاح له في أيام "أبرهة"، والظاهر أن تلفًا أصابه بعد ذلك فيما بين السنة "٥٤٢ ب. م." والسنة "٥٧٠ ب. م."، فلم يصلح فترك الناس مزارعهم، واضطروا إلى الهجرة منها، وإلى ذلك وردت الإشارة في القرآن الكريم٢.

وإلى هذا المكرب تعد الكتابة الموسومة بـ "Philby ٧٧ وقد جاء فيها: أنه سور وحصن قلعة "حرب" "حريب"٣، ويشير تحصين المدن وبناء القلاع والتوسع في الأرضين، التي تعود إلى شعوب أخرى مثل، قتبان ومعين، وإلى توسع السبئيين في عهد المكربين، وإلى اتخاذ هذه الحصون مواقع هجومية تشب منها جيوشهم على جيرانهم الذين أصاب حكوماتهم الضعف والهزال. وقد هاجم هذا المكرب القتبانيين كما يظهر من كتابة عثر عليها في مأرب، فقتل منهم زهاء أربعة آلاف جندي في عهد ملك قتبان الملك "سمه وتر"، ثم هاجم مملكة "معين"، ولا نعرف الخسائر التي لحقت بالمعينيين، للكسر الذي في الكتابة، غير أن الظاهر يدل على أنه انتصر عليهم، ثم عقب ذلك إخضاع القبائل والمدن التي لم تكن خاضعة لسبأ حتى أرض "نجران"، وقد أوقع بـ "مهأمرم" "مهامرم" و "أمرم" "امرم" خسائر كبيرة، فقتل منها في المعارك التي نشبت قرب "نجران" زهاء خمسة وأربعين ألف رجل، وأسر "٦٣" ألف أسير وغنم واحدًا وثلاثين ألف ماشية، وأحرق ودمر عددًا من قراها ومدنها٤.

وذكر صاحب الكتابة أن المدن التي أحرقت مدينة "رجمت" "رجمة" مدينة "لعذرايل" ملك "مهامر" "مهأمرم"٥. والظاهر أن هذه المدينة


١ Beitrage, S,. ٢٦
٢ السورة رقم ٣٤.
٣ Philby, Sheba's P. ٤٤٥, Le Museon, LXII, ٣-٤ ١٩٤٩, p ٢٤٩, Beitrage, S,. ٢٤, ٢٧, REP. EPIG. ١٩٠٤
٤ Background, P. ٣٩, Handbuch, I, S. ٨١, Glaser ٤١٩ + ٤١٨, Beitrage, S,. ٩
٥ "لعذرال" "لعذرايل"، هكذا جاء في النص، وأظن أن الأصل هو "عذرال" "عذرايل" Handbuch, lS., ٨١

<<  <  ج: ص:  >  >>