للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويرى "فون وزمن" أن الملك "فرعم ينهب" "فرع ينهب" "فارع ينهب" "الفارع ينهب"، هو الملك الوحيد الذي نعرفه في هذا العهد. ويرى أن سبب عدم تحرش حمير به، هو بسبب كونه ملكًا لقبائل سبئية محتمية بأرضين مرتفعة محصنة. ويرى أن عهد مشاركة ابنيه معه في الحكم، كان في أيام وجود "ياسر يهنعم الأول" وابنه "شمر يهرعش الثاني" في "ظفار" و"مأرب", ويرى أيضا أن "فرع ينهب" وابنيه كانوا ثلاثتهم تابعين لسلطان ملوك حمير: "ملوك سبأ وذو ريدان"١.

كان "الشرح يحضب" مقاتلًا محاربًا، ذكر أنه قاتل في أيام أبيه "فرعم ينهب" حمير وحضرموت؛ لتحرشهم بسبأ وغزوهم لها٢. وقد سجل خبر حربه هذه معهم في كتابة وصلت إلينا، سقط منها اسم صاحبها، يفهم منها أن صاحبها قدم إلى معبد "المقه" المقام في "ذ هرن" "ذي هران" وثنًا مصنوعًا من الذهب، حمدًا له وشكرًا؛ لأنه مكَّن سيده "الشرح يحضب بن فرعم ينهب" من أعدائه، ومَنَّ عليه بالنصر وأوقع بعدوه هزيمة منكرة وخسائر جسيمة، ولأنه نصر سيديه "الشرح" وشقيقه "يأزل بين" في غزوهما حمير وحضرموت، ولأنه مكنهما وهما على رأس جيوش "سبأ" و"بحض" "باحض" من الانتصار على قوات "إظلم بن زبنر" "أظلم بن زبنر"٣.

ولم ترد في هذا النص إشارة إلى موقف الهمدانيين من حضرموت وحمير في حربهما هذه مع سبأ، فلم يرد فيه أنهم ساعدوهم أو اشتركوا معهم. أما "أظلم بن زبفر"، فالظاهر أنه هو الذي كان يقود القوات المشتركة التي حاربت السبئيين، قوات حمير وحضرموت.

وفي النص Glaser ١١٩ خبر غزو "الشرح يحضب" أرض حمير وحضرموت ولم يكن "الشرح" يومئذٍ ملكًا، ولكنه كان في درجة "كبر" أي "كبير" على "أقين" "أقيان" "كبر أقين" "كبير أقيان", وهي الدرجة التي كان عليها حتى صار ملكًا. وقد عاد "الشرح" بغنائم كثيرة، وبعدد كبير من الأسرى, ووصل لهيب هذه الحرب إلى أرض "خولان". وقد قدم


١ LE MUSEON, ١٩٦٤, ٣-٤, P.٤٧٦
٢ HANDBUCH., I, S. ٩٢
٣ MARGOLIOUTH, TWO SOUTH ARABIAN INSCRIPTINS, P.I

<<  <  ج: ص:  >  >>