للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صاحب هذه الكتابة إلى حاميه وإلهه "ومن بعل علمن" "رمان بعل علمان"، الحمد والشكر على هذا التوفيق الذي وفقه لـ"الشرح"، وقدم إلى معبده نذرًا هو وثن "صلمن" تعبيرًا عن هذا الشكر١.

والكتابات التي نُعِتَ "الشرح يحضب" فيها بـ"كبر أقين" "كبير أقيان" إذن هي من الكتابات القديمة من أيامه يوم كان في درجة "كبر" "كبير"، أي: في منصب عالٍ رفيع من مناصب الدولة. فقد عثر على كتابات في "شبام أقيان" وفي "شبام سخيم"، ظهر منها أنها من هذا العهد.

ومنطقة "أقيان" التي كان "الشرح يحضب" "كبيرًا" عليها، هي "شبام أقيان", وتقع عند سفح "جبل كوكبان"٢.

أصبح للحميريين في هذا الوقت شأن يذكر؛ أصبحوا قوة فعالة في السياسة العربية الجنوبية، وزَجُّوا أنفسهم في هذا النزاع الداخلي في حكومة سبأ دون أن يقيدوا أنفسهم بجبهة معينة, كانت سياستهم هي مصلحتهم. وأما حضرموت فقد كانت تفتش عن حليف لها لتحافظ على حياتها وكيانها؛ كانت قد تحالفت مع "علهان" على حكومة مرثد، وحافظت على عهدها هذا، فأيدت جانب "شعرم أوتر" في نزاعه مع الشرح يحضب.

غير أن مملكة حضرموت لم تبقَ مدة طويلة إلى جانب "شعر أوتر"؛ إذ نراها -كما يظهر من النص Glaser ٨٢٥- في حرب معه أيام تلقبه بلقب "ملك سبأ وذو ريدان". وربما كان اختلافهما على أسلاب "قتبان" هو سبب افتراق حضرموت عن همدان, فقد تمكن "شعر أوتر" من الاستيلاء على جزء من أرض حمير ومن استمالة قسم من حمير إليه، بينما مال قسم آخر إلى "الشرح يحضب". وأرادت حضرموت ضم أرض "ردمان" إليها، وأرض ردمان من الأرضين التي كانت تابعة لمملكة قتبان، وهنا وقع الاختلاف؛ فقد كان "شعر أوتر" يريدها لنفسه، فحارب من أجلها في المعركة التي وقعت عند


١ GLASER ١١٩, ABESSIN., S. ١٠٥, CIH ١٤٠, CIH, IV, I, III, P.٢٠٣, WINCKLER, DIE SAB. INSCHR. DER ZELT ALHAN NAHFAN'S S. ٢٤, SAB. INSCHR., S. ١٥, LE MUSEON, ١٩٦٤, ٣-٤, P.٤٥٩, MAHRAM, P.٣١٠
٢ BEITRAGE, S. ١٨

<<  <  ج: ص:  >  >>