للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فانتصر "نوف" على خصمه انتصارًا كبيرًا، وكان في جملة ما جاء به من تلك الحملة رأس صحب ويداه١.

وتقع مدينة "غيمان" على مسافة اثني عشر كيلومترًا من جنوب شرقي مدينة صنعاء٢.

وانتقل الحديث من مقتل "صحب بن جيش" إلى الكلام على ثورة قبيلة "نجرن" "نجران" على الملكين. وكانت هذه القبيلة قد أُكرهت من قبل على الخضوع والاستسلام لحكم "سبأ ذي ريدان"، ولكنها عادت فأعلنت عصيانها على الملكين، بتحريض من الحبش، فسار الملك "الشرح يحضب" بنفسه على رأس قوة من أقياله وفرسانه إليها، فحاصر مدينة "ظربن" "ظربان" مدة شهرين، فصبرت وقاومت ولم تسلم؛ لأنها كانت تؤمل أن تصل إليها أمداد ومساعدات وقوات من ملك حضرموت الذي وعدها بذلك ومن قبيلة نجران، فقوى ذلك الأمل عنادها، وشد من عزيمتها على الدفاع عن نفسها، ولطول مدة الحصار الذي دام شهرين، قرر الملك العودة إلى صنعاء٣.

وقد ترك الملك "الشرح يحضب" قسمًا من جيشه لمراقبة الأوضاع، وضعه تحت قيادة قائدين من قواده الكبار، أحدهما: "نوفم" "نوف" الذي قتل الثائر "صحب بن جيش". ووصلت في خلال هذه المدة أمداد إلى ممثل النجاشي "سبقلم" "سبقل"، الذي يمثله في مدينة "نجران" ولدا قبيلة نجران، فهاجم القائدان بقواتهما وبمساعدة رجال محاربين من حاشد وغيمان وبأربعة عشر فارسًا، واديي نجران، فانتصرا وحصلا على غنائم عادا بها سالمين إلى "صنعاء"٤.

ويظهر أن رجوع "الشرح يحضب" إلى "صنعاء" كان من أجل إعادة تنظيم صفوف جيشه, ولوضع خطة محكمة لملاقاة أعدائه حتى إذا تم له ذلك ووضع الخطط اللازمة لمهاجمة أعدائه، غادر صنعاء متوجهًا إلى وادي "ركبتن" "ركبتان"، وقد التقى فيه بأعدائه فأنزل بهم خسائر كبيرة، فقتل عددًا كبيرًا


١ الفقرة السابعة من النص.
٢ Mahram, P.٣٢٢
٣ الفقرة الثامنة والتاسعة من النص.
٤ الفقرتان العاشرة والحادية عشرة من النص.

<<  <  ج: ص:  >  >>