للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن "الإنسان نمران" "أنسن نمرن" "إنسان نمران" الذي ثار على سيده وأغضب آلهته بثورته هذه، هو "رب شمسم نمرن" "رب شمس نمران" أحد أقيال "بتع", على رأي "موردتمن" و"ميتوخ", الذي ورد ذكره في إحدى الكتابات١. وقد دونها رجال يظهر أنهم كانوا من أتباعه، أي: من قبيلة "بتع" شكرًا للإله "تالب ريمم بعل شصرم" "تألب ريام بعل شصر"؛ لأنه من عليهم بالعافية، وأسعد قيلهم "رب شمس نمران"، وبارك في قبيلته٢.

وقد ورد في أحد النصوص: "رب شمسم نمرن بن بتع"، أي "رب شمس نمران من آل بتع", والظاهر أنه هو القيل المذكور في النص المتقدم الموسوم بـMM ٨٢، وبـ٣ـREP. EPIG. ٣٦٢١. وقد ذكر "فلبي" أن "رب شمس" هذا, هو الملك "رب شمس نمران ملك سبأ وذي ريدان", وذكر أن هذا الملك عرف بواسطة هذا النص الذي عثر عليه في "مأرب". واستنتج من ذلك أن هذه الأسرة أسرة "بتع" التي تقطن في الهضبة هضبة همدان، امتد نفوذها حتى بلغ السهل الذي تقع به "مأرب"٤. ولا أدري كيف توصل "فلبي" إلى أن "رب شمس نمران" الذي هو من "آل بتع" أي هذا القيل, هو الملك "رب شمس نمران" الذي هو "ملك سبأ وذي ريدان"! فليس في هذا النص الذي أشار إليه, إشارة يمكن أن يستدل منها على أن "رب شمس نمران" المذكور فيه، هو ملك من ملوك سبأ وذي ريدان. فهذا النص لا يخصه إذن، وإنما هنالك نص آخر رقمه: REP. EPIG. ٤١٣٨ ورد فيه "رب شمس نمران ملك سبأ وذي ريدان"٥، وهو نص لم يشر إليه "فلبي" سأتحدث عنه في حديثي عن هذا الملك.

وقد ذهب بعض الباحثين إلى أن النص المذكور لم يكن يقصد ثائرًا من أهل اليمن ثار على الآلهة والإنسان، وإنما قصد به حملة "أوليوس غالوس"، التي جاءت من الخارج إلى اليمن. وهي معادية بالطبع لأهل اليمن ولآلهتها، فشكر


١ SAB. INSCHR., S. ٤٠
٢ MM٨٢, RW ١١٨, CIH ١٦٤, GLASER, ١٤٨
٣ MM٨٢, REP. EPIG. ٣٦٢١, IV, I, P.٢٤٤
٤ BACKGROUND, P.١٠٧
٥ REP. EPIG. ٤١٣٨, VA ٣٨٢٠, ٣٨٤٣, REP. EPIG., VII, I, P.٩٦

<<  <  ج: ص:  >  >>