للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بتنفيذ أوامر ملكه التي كلفه تنفيذها، وهي تتعلق ببناء مواضع لتعزيز الأمن في هذه المدينة. وقد عرض "نشأكرب" على الملك "يدع إيل" ملك حضرموت الأمر الملكي الذي يأمره فيه بتنفيذ ما كلفوه إياه، فرفض قبوله، وطلب منه أن يعود برجاله إلى مأرب، فاستاء ملك سبأ، وهاج على ملك حضرموت.

ويظهر أن "يدع إيل" ملك حضرموت كان يريد إبقاء منطقة "حنن" "حنان" بدون حراسة ولا قوات تحميها ليفرض سلطانه عليها. وقد استغل ضعف "سبأ وذي ريدان" في هذا الوقت فأراد التدخل في شئونها، وحل نفسه مع جنوده في مدينة "حنن" "حنان" مع أنها مدينة سبئية تابعة لملك "سبأ وذي ريدان", وكان قد صمم أيضا على إخضاع القسم الجنوبي الشرقي من سبأ لحكمه؛ فارتاع "ملك سبأ وذي ريدان"، وشعر بالخطر الذي سيتهدد مملكته لو تساهل في ذلك، وسمح لملك حضرموت بأن يتصرف في الأمور كيف يشاء فأمر قائده بالذهاب إلى تلك المدينة لتحصينها وإبعاد الحضارمة منها، فلما وصل إليها، صادف وجود ملك حضرموت فيها، وأدرك ملك حضرموت سبب قدوم هذا القائد على رأس هذه القوة، فمنعه من تنفيذ ما كلف إياه، لئلا يتعزز حكم سبأ في هذه المدينة السبئية، وتصرف "يدع إيل" وكأنه ملك سبأ، لا ملك حضرموت ولا ملك آخر غيره هناك. فصرف "نشأكرب" ومن كان معه، ولم يعبأ بأمر ملك "سبأ وذي ريدان" الذي عرض عليه. ثم توجه إلى أرض معين ليهدد سبأ ويفاجئها بحرب.

اتجه نحو مدينة "يثل" أولًا، وهي من مدن معين المهمة القديمة, فلما وصل إلى أبوابها، فتحت له ولجنوده واستقر بها مدة. ثم اتجه منها نحو مدينتي "نشقم" "نشق" و"نشن" "نشان"، وهما من مدن "معين" القديمة المهمة كذلك، فحاصرهما وأخذ يهاجم مواضع التحصين والدفاع فيهما. فقرر ملك "سبأ وذي ريدان" الإسراع بإرسال نجدات إليهما تمكنهما من مقاومة الحضارمة ومن الصمود أمامهم, أمر بوضعها تحت قيادة "نشأكرب" و"سمه يفع" "سمهو يفع" "سمهيفع" وهو من "بتع", وقد تألفت من كتائب محاربة ومن فرسان. ولما جاء خبر وصول المدد إلى المدينتين، أبلغه به "منذر" أي أحد الذين كانوا يسترقون الأنباء ويبعثون بها إلى الحكومات التي أرسلتهم للتجسس على خصومهم، أسرع فترك حصار المدينتين، وعاد إلى "يثل" ليتحصن بها.

<<  <  ج: ص:  >  >>