للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنصان: Jamme ٦٤٣ و Jamme ٦٤٣ Bis، يكمل أحدهما الآخر؛ فالنص الثاني هو تتمة وتكملة للنص الأول, وهما على جانب كبير من الأهمية عند المؤرخ؛ لورود أخبار تأريخية فيهما، لم ترد أية إشارة إليها في نصوص أخرى. وصاحباهما رجلان من عشيرة "جرت" "جرة"، وهي عشيرة معروفة مر بنا اسمها مرارًا، وكان منها أقيال عشيرة "سمهرم" "سمهر"، وصاحبا النصين هما من أقيال "سمهرم"، اسم أحدهما "نشأكرب" واسم الآخر "ثوبن" "ثوبان". وقد دونا في النصين أخبار معارك خاضاها، وكانا قائدين فيها من قواد جيش "كرب إيل بين" "ملك سبأ وذي ريدان"، وقد أمرهما الملك بقيادة كتائب من جيشه وكذلك فرسانه لمحاربة ملك حضرموت ومن عصى أمره فثار عليه، أو من انضم إلى ملك حضرموت من عشائر وحضر.

ويظهر من مقدمة هذا النص أن العلاقات لم تكن حسنة بين "ملك سبأ وذي ريدان" وملك حضرموت، وأن مناوشات ومعارك كانت قد وقعت بين حكومة سبأ وحكومة حضرموت؛ مناوشات أتعبت الطرفين على ما يظهر حتى اضطرا في الآخر إلى عقد صلح بينهما، وأخذا الأيمان على أنفسهما بوجوب المحافظة على ما اتفقا عليه. وقد وافق ملك حضرموت وهو "يدع إيل" فضلًا عن ذلك على أن يكون في جانب ملك "مأرب" وأن يحافظ على حسن الجوار، وأن يضع تحت تصرف الملك "يدع إيل بين" قوة من حرس "يعكرن" "يعكران", وهو ملك آخر من ملوك حضرموت, يوجهها حيث يشاء تكون عنده في مأرب.

غير أن هذا الاتفاق لم يدم طويلًا، فسرعان ما نكث ملك حضرموت بعهده كما يقول النص، وخالف وعده، بحجة أن "كرب إيل بين" أرسل قوة من

محاربي "سمهرم" "سمهر"، وضعها تحت قيادة "نشأكرب" إلى "حنن" "حنان"، وهي مدينة لا تبعد كثيرًا عن "مأرب"، فخالف بذلك ما اتفق عليه، وأحل نفسه بذلك من تنفيذ ما اتفق عليه, وزحف على بعض المواضع ليهدد باستيلائه عليها الملك.

وكان الملك "كرب إيل بين" قد أمر قائده "نشأكرب" بأن يذهب بثلاثمائة محارب من أهل "سمهرم" إلى مدينة "حنن" "حنان"، فلما وصل بهم إليها، اعترضه ملك حضرموت ومنعه من الدخول إليها؛ لكي يقوم فيها

<<  <  ج: ص:  >  >>