للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محفورًا على تمثال من المرمر مكتوبًا كتابة حسنة١. وقد نعثر في المستقبل على تماثيل أخرى لملوك العرب الجنوبيين من أوسانيين وغيرهم، إذ لا يعقل انفراد أوسان من بين سائر الشعوب العربية الجنوبية بصنع التماثيل.

وذكر "فلبي" ملكًا من ملوك أوسان يقال له "يصدق إيل فرغم زغمهن الشرح"، ولا نعرف من أمره شيئًا. ووردت في الكتابتين الموسومتين بـJaussen ٧٢, ٧٣ وبـJaussen ٧٥, ٨٣، أسماء ملوك أوسانيين منها: "زيحمن بن الشرح ملك أوسان"، و"عم يثع ملك أوسان" و"يصدق إيل فرعم عم يثع"، و"الشرح بن يصدق إيل"، وهي أسماء لقب بعضها بلقب ملك، وحرم بعضها هذا اللقب، ولا نعرف عن أصحابها شيئًا يذكر٢.

وقد كانت "أوسان" قبل استيلاء قتبان عليها وإدماجها في حكومة قتبان، مملكة ذات تجارة مع الخارج، تتاجر مع أفريقية، وتحكم أرضين أخرى ليست في الأصل من "أوسان"، مثل: "دهس"، و"تبنو", و"كحد". استدل بعض الباحثين من إطلاق مؤلف كتاب "الطواف حول البحر الأريتري" على الساحل الإفريقي الواقع شمال "بمبا" Pemba و"زنزبار" "زنجبار" اسم "الساحل الأوساني" عليه، على أن الأوسانيين كانوا قد حكموه، ونزح بعضهم إليه فسكنه، وصار تابعًا لأوسان، ولا يمكن حدوث ذلك بالطبع لو لم يكن الأوسانيون أقوياء ولهم أرض واسعة في العربية الجنوبية ذات عدد كبير من السكان, بحيث يسمح لهم بالاستيلاء على الساحل الإفريقي. ويرجح العلماء زمان حكم الأوسانيين لذلك الساحل الإفريقي إلى ما قبل السنة "٤٠٠ق. م"٣.

وتقع مملكة أوسان في جنوب "قتبان", وهي من الحكومات العربية الجنوبية الصغيرة، إلا أنها كانت ذات أهمية؛ إذ كانت تمتلك الساحل الإفريقي الذي أشرت إليه، وتتاجر مع سكانه. وقد كان ميناء "عدن" من جملة الأماكن التابعة لهذه المملكة٤.

ومن ملوك أوسان، ملك ذكر اسمه في النص الموسوم بـGlaser ١٦٠٠


١ Orientalia, Vol., I, P.٣٠, ١١٩, "١٩٣٢"
٢ Beitrage, S. ٧٠
٣ Beitrage, S. ٧٤, Periplus Maris Erythraei, ٢٢, A. Grohmann, Arabien, S. ٢٥
٤ Discoveries, P.٣٩

<<  <  ج: ص:  >  >>