للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي تحدث عن حملة قام بها الملك "كرب إيل وتر" على جملة قبائل وإمارات وحكومات ملكية صغيرة. فبعد أن استولى هذا الملك على مدينة "شرجب"١ بين الجوف ونجران، ساق جيوشه إلى "أوسان"، فقتل ستة عشر ألف رجل، وأسر أربعين، واحتل أماكن أخرى كانت تابعة لأوسان، هي: "حمن" "حمان", و"أنفم" "أنف", و"حبن" "حبان", و"ديب" "دياب", و"رشا" "رشاي"، و"جردن" "جردان"، و"دتنت" "دتنة", و"تفذ" إلى ساحل البحر. وذكر النص بعد ذلك معبد "مرتوم" "مرتم" "مرتو" الذي اسمه "مسور"٢، أما ملك "أوسان" فكان اسمه "مرتوم" "مرتو"٣.

وقد كانت قتبان حليفة لسبأ في هذه الحرب, وقد يكون تعبيرنا أدق وأصح لو قلنا: إنها كانت تابعة لها في هذا العهد؛ ولذلك اشتركت مع السبئيين ضد الأوسانيين. أما "أوسان" فكان إلى جانبها "دتنت" و"دهس" و"تبنى" وبعض قبائل "كحد", وقد رأيت أن جميع هذه القبائل ومعها "أوسان" كانت تابعة لمملكة قتبان. ويظهر أنها ثارت على قتبان، وانفصلت عنها، فتكونت مملكة أوسان, ودخلت القبائل الأخرى في هذه المملكة, أي: مملكة أوسان، أو أنها تحالفت معها، واستقلت كلٌّ في منطقتها فكونت إمارة أو مملكة صغيرة. فلما انتهى "كرب إيل وتر" من مملكة أوسان, تعقب هذه القبائل وأخضعها لحكمه. ويظهر أن ملك "دهس" الذي كان في حلف مع أوسان، أو خاضعًا لها، انتهز فرصة انتصار "كرب إيل وتر" على أوسان فأعلن انفصاله عنهم وانضمامه إلى السبئيين، فكافأه "كرب إيل وتر" بإعطائه جزءًا من أرض أوسان هو أرض "أدوم" "أود"٤.

وقد احتل السبئيون أرض أوسان وأرض تبنى، ووهبوا أرض "كحد ذ حضنم" لإله سبأ "المقه", أي: إن الملك "كرب ال" "كربئيل" "كرب إيل" وهبها لحكومة ولشعب سبأ، وأنعم على قتبان وحضرموت ببعض الأرضين التي


١ Glaser, Skizze, ٢, S.٨٩
٢ Glaser, Skizze, ٢, S. ٨٩, Hartmann, Arabische Frage, S. ١٨٥
٣ Beitrage, S. ٨, Background, P.١٤
٤ Glaser, ١٠٠٠ A٧, Rhodokanakis, Ktb., I, S. ٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>