للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبل الميلاد١. ويقع حصن "حدي" عند حافة الجبل الذي تقع عليه خرائب "ريدان"، وهو اسم يذكرنا باسم "حدنم" المذكور٢.

وقد كان الحميريون أتباعًا لمملكة قتبان قبل انتقالهم إلى وطنهم الجديد، فأرضهم كانت خاضعة لحكومة قتبان, تؤدي الجزية لها وتعترف بسيادة ملوك قتبان عليها؛ ولذلك أطلق السبئيون عليهم "ولد عم" أي: ولد الإله "عم" و"أمة عم" "ملة عم" وهو إله قتبان. وتعني تلك الجملة "جماعة عم"، أي: قتبان ومن يخضع لها من قبائل، فـ"عم" هو رمز قتبان٣, وهو تعبير يؤدي معنى التبعية والجنسية بالمعنى الحديث. ولما كان الحميريون أتباعا لقتبان في ذلك العهد، وإن لم يكونوا يتعبدون للإله "عم" إله قتبان، أُدخلوا في جملة "ولد عم" للتعبير عن المعنى المذكور.

وقد عثر الباحثون على كتابات مؤرخة سنة ١٠٩٤, أرخت بالتقويم العربي الجنوبي الذي يرجع عهده إلى السنة "١١٥" أو "١٠٩" قبل الميلاد, عثر عليها في أرضين حميرية. وقد تبين من تحويل تلك السنين إلى سنين ميلادية، أنها تعود إلى السنة "٤٠٠" للميلاد فما بعد٤.

ويرى بعض الباحثين أن السنة المقابلة لسنة "١١٥" أو "١٠٩" قبل الميلاد، وهي السنة الأولى من سني التقويم العربي الجنوبي، هي سنة نشوء حكومة حمير وظهورها إلى الوجود بصورة فعلية٥؛ ولهذا صار الحميريون يؤرخون بها لما لها من أهمية في الناحية السياسية عندهم.

وقد كان الحميريون يغزون أرض حضرموت ويتحرشون بطرق تجارتها، ولا سيما طريق "شبوة" - "قنا" "قانة" المؤدي إلى المدن الجنوبية والساحل؛ لذلك اضطرت حضرموت إلى إقامة سور يسد الوادي "وادي لبنا" "لبنة"، أقيم من حجارة قوية بحيث سد الوادي، فليس للمارة سبيل سوى الباب الذي


١ Rep. Epig. ٣٨٧١, Le Museon, ١٩٦٤, ٣-٤, P.٤٥٠, J. Pirenne Paleographie, I, "Cit. Note ١٢", Pl. Xixd
٢ Le Museon, ١٩٦٤, ٣-٤, P.٤٥٠
٣ Le Museon Lxxvii, ٣-٤, ١٩٦٤, P.٤٢٩, ٤٥٠, Ryckmans ٥٣٥, Jamme ٥٧٧, ٥٧٨, ٥٨٩.
٤ Le Museon, ١٩٦٤, ٣-٤, P.٤٢٩
٥ Le Museon, ١٩٦٤, ٣-٤, P.٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>