للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحرسه حراس أشداء. ويظهر أن إقامة ذلك السور كان قبل السنة "٤٠٠" قبل الميلاد١.

وقد اكتسح الحميريون أملاك غيرهم من جيرانهم؛ فاستولوا على أرض "رعين", وقد كانت "رعين" مملكة صغيرة حكمها ملوك كما تبين ذلك من الكتابات. وقد كانت هذه المملكة تحكم أرض "عرش" وقد استولى عليها الحميريون أيضا, كما استولوا على كل الأرضين التي كانت خاضعة لحكم ملوك "رعن" "رعين", فأضافوها إلى حكومة "ريدن" "ريدان" "ذي ريدان". وقد حدث ذلك في القرن الثاني قبل الميلاد٢.

وقد كانت مملكة "رعين" كما يتبين من الكتابة الموسومة بـGlaser ١٦٩٣ في حلف مع سبأ ضد مملكة "قتبان"، ويظهر أنها كانت مع سبأ لتدافع بذلك عن نفسها إذ كانت جارة لقتبان، ولقتبان مصالح خطيرة في أرض "رعين"٣.

ويتبين من النص الموسوم بـGlaser ١٦٩٣ -الذي يعود عهده إلى أيام الملك "يدع أب يجل"، والذي يرجع بعض علماء العربيات الجنوبية عهده إلى حوالي السنة "٢٠٠" قبل الميلاد- أن "رعين" كانت مملكة إذ ذاك، وفي أرض "رعين" أقام الحميريون دولتهم حيث اتخذو "ظفار" عاصمة لهم٤, وكانوا قد زحفوا على هذه الأرض وعلى "دهس" "داهس" والمعافر واستقروا بها، حيث تغلبوا على سكانها الأصليين، وأقاموا حكومة حمير٥ التي أخذت تنافس سبأ وتتوسع في أرض القتبانيين وغيرهم، متوخية انتزاع السلطة من السبئيين٦.

وقد كان "شمر ذي ريدان" الذي تحدثت عنه في أثناء كلامي على "الشرح يحضب" من أقيال حمير ومن ساداتهم البارزين في ذلك الوقت. وقد رأينا أنه كان نشطًا محاربًا يتصل بالحبش وبملك "نجران"، وبملك حضرموت، وبكل من يجد فيه عداوة ونصبًا لـ"الشرح يحضب" ليمكنوه من التغلب عليه، ومن انتزاع الحكم منه. ولكنه لم يتمكن مع كل ذلك من التغلب على "الشرح"، بل


١ Beitrage, S. ٤٤
٢ Beitrage, S. ٣٩, ٤٨
٣ Beitrage, S. ١٤٣
٤ Beitrage, S. ٦٩
٥ Beitrage, S. ٧٣
٦ Beitrage, S. ١١٣

<<  <  ج: ص:  >  >>