للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيما بين سبأ وحضرموت في هذا العهد. خبر يفيد أن "شبوت" "شبوة" كانت في أيدي السبئيين في هذا العهد، وأن الملك "شمر يهرعش" "ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت"، كان قد عين "يعمر إشوع" "يعمر أشوع"، وهو سيد "وزع" من سادات "سبأ"، على مدينة "شبوة"، عينه عليها لحمايتها وللمحافظة على الأمن فيها، وقد ذهب إليها ومعه قوم من "سبأ". وقد سر "يعمر أشوع" بالطبع بهذا التعيين وشكر ربه "المقه" على هذا التوفيق العظيم الذي حصل عليه بفضله١.

فيظهر من هذا النص أن "شبوة" وهي عاصمة حضرموت، كانت في أيدي "شمر يهرعش"، قبل اختيار "يعمر أشوع" ليكون حاكمًا عليها، ومعنى هذا أن جزءًا من حضرموت كان قد أصبح في جملة أملاك سبأ، وهذا ما حمل "شمر يهرعش" على إلحاق جملة "وحضرموت ويمنت" إلى لقبه السابق، وهو "ملك سبأ وذو ريدان". غير أن السبئيين لم يكونوا قد استولوا على كل مملكة حضرموت، بدليل ما ورد في النص السابق من وجود ملكين كانا يحكمان حضرموت وهما: "شرح إيل" و"ربشمس" "رب شمس". ويظهر أن "شرح أيل" هذا هو الملك "شرح إيل" "شرحئيل" المذكور في النص CIH ٩٤٨. أما الملك "ربشمس" هذا, فهو ملك آخر لا صلة له بـ"ربشمس" الذي هو ابن الملك "يدع إيل بين" ملك حضرموت ووالد ملك آخر اسمه "يدع إيل بين" كذلك٢.

ويتبين من النص: CIH ٩٤٨ -وهو نص فيه أمور غامضة غير مفهومة، وعبارات غير واضحة، أمر الملك "شمر يهرعش" نفسه بتدوينه- أن الملك المذكور حارب الملك "شرح ال" "شرحئيل" "شراحيل" "شرح إيل" ملك حضرموت، وأنه انتصر عليه انتصارًا كاسحًا. ويظهر أن الملك "شمر يهرعش" اضطر إلى قيادة حملة جديدة على حضرموت؛ لأن الحضارمة انتهزوا فرصة عودة الملك "شمر يهرعش" إلى سبأ، وعودة معظم جيشه معه، سوى الحاميات التي تركها في بعض المدن والمواضع مثل "شبوة" التي مر ذكرها،


١ Jamme ٦٦٢, Mamb ٩٨, Mahram, P.١٦٧, Mamb ٩١, ٩٦
٢ Mahram, P.٣٧٢

<<  <  ج: ص:  >  >>