للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فثاروا على السبئيين، ثاروا بقيادة الملك "شرح إيل" الذي مر ذكره؛ مما حمل الملك "شمر يهرعش" على الإسراع بالاتجاه نحو حضرموت للقضاء على الثورة١. ويظهر من هذا النص ومن النصوص الأخرى أن الحضارمة وإن اندحروا وأُصيبُوا بهزائم في هذه المعارك, إلا أنهم لم يتركوا النضال في سبيل الاستقلال وفي سبيل التخلص من حكم سبأ، وأن ما تذكره النصوص السبئية من أخبار الهزائم الفادحة والانتصارات الباهرة, هي من قبيل المبالغات في غالب الأحيان.

ويلاحظ أن النص المذكور، قد أغفل اسم الملك الثاني "ربشمسم" "رب شمس" الذي كان يشارك "شرح إيل" في حكم حضرموت, ولا ندري بالطبع سر إغفال اسمه منه. كما يلاحظ أيضا أنه سمى الملك بـ"شمر يرعش" بدلًا من "شمر يهرعش" كما يرد في كل النصوص الباقية٢, ويلاحظ أن الأخباريين لا يسمون هذا الملك إلا بـ"شمر يرعش".

وبعد أن عاد الملك "شمر يهرعش" من حملته على وادي حضرموت، عاد فقاد حملة أخرى على أرض "أرض خولان الددن" "أرض خولن الددن", "خولان الدودان". وقد كلف الملك أحد قواده بأن يعسكر في مدينة "صعدة" "بهجرن صعدتم"، ويضع بها حامية, ثم يقوم بقطع الطريق على بعض فلول "خولان الدودان"، وقد نفذ القائد ما طلب منه، فتعقب تلك الفلول. ولما أنهى الملك الحرب التي قام بها في أرض "خولان الدودان" حارب جيشه فلول "سنحن" "سنحان" في وادي "دفا", وقد مَنَّ الإله "المقه" عليه، فأعطاه غنائم وأسرى وسبايا وأموالًا طائلة، أرضته وشرحت صدره٣.

وعاد الملك "شمر يهرعش" فأصدر أمره بوجوب الزحف على "سهرتن" "سهرتان" و"حرتن" "حرتان"، أي: أرض قبيلة "حرت" "حرة"٤. وهي أرض ورد اسمها قبلًا، حيث سبق للملك أن زحف عليها، وذلك قبل استيلائه على حضرموت. ولما انتهت القوات من مقاتلة "سهرتن" و"حرتن"، اتجهت نحو الشمال لمحاربة فلول "نشدال" "نشد إيل" في وادي "عتود"،


١ Mahram, P.٣٧٣
٢ Mahram, P.٣٧٣
٣ Jamme ٦٥٨, ٦٥٩, Mamb ١٨٢, ٢٤٤, Mahram, P.١٦٣
٤ السطر ١٩ فما بعده حتى السطر ٢١ من النص.

<<  <  ج: ص:  >  >>