للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فوقعت معركة عند موضع "أرك", وقد تمكن قائد الحملة "سعد تألب يتلف" من التغلب على الحضارمة, ومن تخليص مقدمته وإنقاذ من كان قد وقع أسيرًا في أيدي المستوطنين الحضر من أهل المدر, الساكنين في مستوطنات "أحضرن"، ثم اتجه بجيشه نحو "دهر" و"رخيت"، فجرت معركة تغلب فيها على أهل الموضعين وحصل منهم على غنائم وأسرى وأموال، واقتاد جمالًا وثيرانًا وبقرًا وغنمًا كثيرًا، أخذها معه، ثم اتجه نحو الأرضين المنخفضة "سفل" حتى بلغ "عيون خرصم" "أعين خرصم" "أعين خرص"، حيث تحارب مع من كان هناك من العصاة والمنشقين والأعداء.

ودخل السبئيون بعد هذه المعركة معركة أخرى دخلوها مع قطعات "مصر" حضرموت المتقدمة "قدمهو". وكانت تتألف من "٣٥٠٠" جندي راكب "أسدم ركبم" ومن "١٢٥" فارسًا "أفرسم"، وكان يقودها قائدان "أسود يهمو", أحدهما: "ربعت بن ولم" "ربيعت بن والم" "ربيعة بن وائل"، وهو من آل "هلم" ومن آل "الين" "ألين"، وثانيهما: "أفصى بن جمن" "أفصى بن جمان"، ثم قائد الركبان "نحل ركبن" وأقيال "أقول" وكبراء "أكبرت" حضرموت وأسباطهم. وقد أصيبت قوات حضرموت بخسائر؛ قُتل منهم "٨٥٠" محاربًا بحد السيف، وأُسر "أقصى"، وكان قائدا بدرجة "نحل" وأُسر "جشم"، وهو "نحل أفرسم"، أي قائد الفرسان، وأُسر معهما "٤٧٠" محاربًا، وعدد من أقيال وكبراء حضرموت, وأُسر "٤٥" فارسًا من فرسان حضرموت، وغُنم ثلاثون فرسًا, وأُخذ ١٢٠٠ جمل ركوب مع رحالها "برحلهن". وهكذا انتهت هذه المعركة بانتصار السبئيين على حضرموت.

وأمر الملك قائده بأن يقاتل "بساعم" "بسأعم"، وأن يذهب لمساعدة قبيلة "جدنم" "جدن". فذهب ومعه "٣٥" فارسًا وقطعات من جيشه على "بسأعم", والتحم به، وتمكن من إنقاذ كل الروايا "كل روتهمو" المحملة على الدواب، وكل الأمتعة المحملة على حيوانات الركوب، كما استولوا على إبل من إبل "بسأعم". وعاد القائد مع جنده بعد ذلك سالمًا غانمًا بفضل الإله "المقه" ونعمه عليه١.


١ الفقرة "٤٠" وما بعدها من النص.

<<  <  ج: ص:  >  >>