للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويظهر أن عهد "ياسر يهنعم الثالث" وعهد ابنه "ذرأ أمر أيمن" كانا من العهود السيئة لحكومة "سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت"؛ ففيهما انفصلت "حضرموت" عن تلك الحكومة، واستقلت أرض "سهرت" "سهرتن" "سهرة" "السهرة", واستعاد الحبش سلطانهم في السواحل الغربية للعربية الجنوبية, وانتهز "الأقيال" وسادات القبائل هذه الفرصة، فكونوا حكومات إقطاعية، يحارب بعضها بعضًا، وعمت الفوضى تلك البلاد١.

وأما النص: Jamme ٦٦٤ الذي دوّن فيه اسم "ياسر يهنعم" و"ثارن أيفع" "ثأران أيفع" "ملك سبأ وذ ريدن وحضرموت ويمنت"، أي: "ملوك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت"، ويقصد بـ"ملوك" "ملكا"، أي: ملكان اثنان، فصاحبه رجل اسمه "ال أمر ينهب" "إيل أمر ينهب"، وهو من "سحر" "سحار"، وكان قد أهدى معبد "المقه ثهوان" "بعل أوام" صنمًا؛ لأنه أوحى إليه بأنه سيهبه ولدا ذكرا, وقد وهبه ولدا سماه "برلم" "برل" "بارل", ولأنه أوحى إليه بأنه سيهبه أولادًا ذكورًا في المستقبل وأنه سيرفع من منزلته ومكانته عند سيديه: "يسرم يهنعم وثارن أيفع أملك سبأ وذ ريدن وحضرموت ويمنت", أي: "ياسر يهنعم وثارن أيفع ملكي سبأ وذي ريدن وحضرموت ويمنت"، ولأنه أوحى إليه بأنه سيعطيه غلة وافرة وثمارا كثيرة من أرضه الزراعية "أرضهمو" بمأرب وبنشق وبنشان٢.

ويلاحظ أن هذا النص لم يشر إلى أن "ثأران أيفع" كان ابنًا لـ"ياسر يهنعم"، إذ لم يورد لفظة "وبنهو" التي تعني "وابنه" بل ذكر "الواو" وحده، أي: حرف العطف, ومعنى هذا أن "ثاران أيفع" لم يكن من أبناء "ياسر يهنعم"، بل كان غريبًا عنه. ثم يلاحظ أن النص ذكر لفظة "أملك" أي: "ملوك" بعد اسم "ثأران أيفع"، والواجب أن يكتب "ملكي"، أي "ملكا"، في حالة التثنية لا الجمع، فلعل ذلك من خطأ الكاتب أو الناسخ للنص.

وقد وضع "جامه" اسم "كرب ال وتر يهنعم" "كرب إيل وتر يهنعم" "كربئيل وتر يهنعم" بعد اسم "ثأران أيفع"، وجعل حكمه من سنة "٣٢٥"


١ Le Museon, ١٩٦٤, ٣-٤, P.٤٩٠
٢ Jamme ٦٦٤, Mamb ٢٩٣, Mahram, P.١٦٨

<<  <  ج: ص:  >  >>