للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويسير به لمحاربة الساسانيين ولينقل جيشه إلى حيث يلتقي بالجيش الآخر الزاحف من "دجلة" والطرق البرية، قدمت له قبائل عربية Saracens الطاعة، إلا أن هؤلا أناس لم يكونوا يعرفون هل هم أعداء أم أصدقاء؟ ١ ولذلك صار الروم على حذر شديد منهم؛ خشية الانقلاب عليهم عند الشدائد.

وذكر هذا المؤرخ: أن سادات القبائل قدموا إلى القيصر تاجًا من ذهب؛ ليعبر عن خضوعهم له, ولقبوه بلقب "ملك كل العرب" فقبل الملك منهم التاج واللقب؛ لما في ذلك من أثر معنوي يحدثه في نفوس العرب, وحاربت القبائل التي انضمت إلى الفرس في معارك صغيرة٢. فكافأها القيصر على عملها هذا, إلا أنه لم يقدم لها معونات الذهب التي كانت تقدم عادة إلى سادات القبائل؛ فاستاء الرؤساء من ذلك، وانحاز قسم منهم إلى الفرس, وأخذوا يتحرشون بعسكر "يوليانوس"، وألحقوا به خسائر في الأرواح، وباعوا من وقع في أيديهم أسيرًا من الروم، في أسواق النخاسة٣.

وكان سبب انضمام تلك القبائل إلى الروم، ما لاقته من شدة "سابور" "شابور الثاني" ومن تنكيله بها، فأرادت بانضمامها إلى "يوليانوس" الانتقام من الفرس، وأخذ ثأرها منهم عند سنوح أول فرصة. وقد آذوه فعلًا، مما حمله على تغيير سياسته تجاههم، فأخذ يسترضيهم فعاد إليه من عاد منهم٤.

وذكر "أميانوس" أن ممن انضم إلى الفرس من الأعراب Saraceos، سيد قبيلة اسمه "مالك" Malechus, وقد عرف والده بـ٥Podosacis. وقد تمكن بمعاونة رجل عربي آخر اسمه: "سورينا" Surena من الفتك بكتيبة من كتائب الروم, وذلك بنصب شرك لها، فوقعت تحت سيوف العرب. وذكر أن "مالكًا"، كان عاملًا "فيلارخا" على قبيلة اسمها Assanitarum، يرى البعض أنهم الغساسنة٦.


١ SKYES, I, P.٤١٩
٢ AMMIANUS, ٢٣, ٥, I, ٢٤, I, ١٠, DIE ARABER, II, S. ٣٢٤
٣ AMMIANUS, ٢٥, ٨, I, DIE ARABER, II, S. ٣٢٥.
٤ DIE ARABER, II, S. ٣٢٥
٥ AMMIANUS, ٢٤, ٢, ٤, DIE ARABER, II, S. ٣٢٥
٦ DIE ARABER, II, S. ٣٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>