للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي مثل هذه الأرضين يصعب السير؛ لانتشار الحجارة ذات الرءوس الحادة فيها، وتقل الاستفادة منها، فتتحول شيئًا فشيئًا إلى مناطق صحراوية، والسائر اليوم في منطقة "اللجاة" في جنوب شرقي دمشق، يلاحظ الطريق الذي سلكته الحمم المقذوفة١.

وقد وصف العلماء العرب الحِرار، فقالوا٢: الحَرَّة أرض ذات حجارة سُود نخرة، كأنها أحرقت بالنار، ويكون ما تحتها أرضًا غليظة، من قاع ليس بأسود، وإنما سوّدها كثرة حجارتها، وتدانيها. وتكون الحرة مستديرة، فإذا فيها شيء مستطيل ليس بواسع، فذلك الكراع، واللّابة واللوبة ما اشتد سواده وغلظ وانقاد على وجه الأرض٣. فيظهر من هذا أن "الحرار" هي أفواه البراكين؛ ولذلك تكون مستديرة. وأما اللّابة أو اللوبة، فإنها المناطق التي غطتها حمم البراكين، وسالت فوقها، ثم جفت. وأما الكراع، فإنها أعناق الحرار٤.


١ Moritz, Arabien, Studien zur physikalischen und Historischen Geographie des Landes, Hannover, ١٩٢٣, S, ١٢ l.
وسيكون رمزه: moritz
"اللجاة اسم للحرة السوداء التي بأرض صلخد من نواحي الشأم، فيها قرى ومزارع وعمارة واسعة"، والبلدان "٧/ ٣٢٣".
٢ البلدان "٣/ ٣٥٦"، تاج العروس "٣/ ١٣٥"، ويقال للحرة المنعزلة في الرمال "بسقه"، الطبري "٣/ ٢٢١"، وللنهير الذي يسيل من الحرار "شرج" و "شراج"، وأحيانًا "سواقي"، البلاذري: الفتوح "١٢"، المراصد "٢/ ١٧٥"، المفضليات "ص٢٤٥، ٤١٥".
٣ لسان العرب "٢/ ٢٤٢"، "لوآبة" "لابة ولوبة"، المفضليات "ص٢٤٥، ٤١٥"، البلدان "٣/ ٣٥٧"، ويقال "حرة سوداء"، الطبري "٢/ ٩٥٩"، وجاء أيضًا "حرة رجلاء"، صفة ص٢٠٥، وقد علل الهمداني ذلك بقوله "سميت الحرة الرجلاء لأنها ترجل سالكها، ولا يقدر فيها على الركوب"، صفة ص٢٠٥، راجع كذلك معلقة الحارث، بيت ٣٨، وجاء "حرة سوداء"، mortiz s, ١١ وجاء كذلك"حامية"، والظاهر أنها من ألفاظ العوام.
وقد كتب العلماء في "الحرار"، كتبًا، مثل "كتاب الحرة" المنسوب إلى أبي عبد الله محمد الغلابي، "الفهرست ص١٠٨"، و"كتاب الحرات" لأبي عبيدة "الفهرست ص٥٩"، "طبعة أوربة" "٨٠" طبعة المطبعة الرحمانية، لسان العرب "٢/ ٢٤٢"، وورد أيضًا "لابة سوداء"، "لوابة" و"لوبة"، ابن سعد، الطبقات "١/ ٢، ٢٥"،
Mortz, S. ١٢, Anm. ١, Loth in ZDMG, ٢٢, ٣٦٥-٣٨٢
٤ لسان العرب "٢/ ٢٤٢"، "١٠/ ١٨٢"، القاموس "٣/ ٧٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>