للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلوقية المقابلة لسنة "٢٥٧" الميلادية ليهودي يدعى "يوليوس أورليوس شلميط" "Julius Aurelius Schalmath" قائد القافلة؛ لأنه ترأس القافلة، وأنفق عليها من ماله١.

وقد بالغ بعض المؤرخين في عدد اليهود الذين كانوا في "تدمر" أيام حكم الزباء فزعم أنه بلغ نصف عدد سكان المدينة، وهو زعم يحتاج إلى إثبات. وزعم القديس "أثناسيوس" "St. Athanasius" أن ملكة تدمر كانت تدين باليهودية٢ ولكنها مع تهودها لم تهب أبناء دينها الكنائس لتكون لهم مجامع ومحافل٣. وذهب إلى هذا الرأي المؤرخ "فوتيوس" "Photius"٤. وذكر "فيلاستريوس" "Philastrius" أن الذي هود الملكة هو "بولس السميساطي "Paulus Samosatius"٥ وهو أسقف كان مقربًا إلى الزباء، وله منزلة عالية لديها. ونسبت إليه آراء في المسيح وفي بعض الأمور الدينية الأخرى دعت إلى محاكمته في مجمع "أنطاكية" الذي انعقد في سنة "٢٦٤" للميلاد، فوجد المجمع أن تعاليمه تشبه تعاليم "أرتاماس" "أرتامون" الذي حكم عليه قبلًا، فحرموا آراءه كذلك، ثم حكم عليه في "أنطاكية" سنة "٢٦٩" بعزله عن الأسقفية، ولم تتدخل "الزباء في القرارات التي اتخذها رجال الكنيسة تجاه بولس، كما أنها لم تنفذ قراراتهم بحقه، بل أبقته في مركزه وتركته على ما كان عليه٦.

ويرى بعض المؤرخين أن خبر تهود الملكة خبر مختلق، وضعه آباء الكنيسة للإساءة إلى سمعة "بولس السميساطي" والطعن فيه والحط من تعاليمه وللتأثير في نفوس أتباعه٧. وقد لاقى "بولس" من خصومه عنتًا شديدًا. ولا يعقل بالطبع أن يعمد رجل كنيسة إلى تهويد شخص مهما كان مذهبه ورأيه في طبيعة المسيح


١ Oberdick, S., ٦٥, Corpus, Insc. Grea., Iii, Nr. ٤٤٨٦, Levy: Palmyr. Inschr. In Zdmg., Vii, ١٨٦٤, S. ٨٨.
٢ المشرق، السنة الأولى، الجزء ٢٠، "١٨٩٨م" "ص ٩٢٤"،
Oberdick, S., ٧١, Milman: History Of The Jews, Iii, P.١٧٥.
٣ المشرق، الجزء ٢١ "١٨٩٨م"، "ص ٩٩٥".
٤ Oberdick, S., ٧١, G. Moss: Jews And Judaism In Palmyra, In: Palestine Exploration Fund Qjuarterly, Vol., ٦٠, ١٩٢٨, ١٠٠-١٠٧.
٥ المصدر نفسه.
٦ المشرق، السنة الأولى، الجزء ٢١، ١٨٩٨م "ص ٩٩١ وما بعدها".
٧ Oberdick, S., ٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>