للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أغسطس أغثنا من التدمريين"١. وفي الرسالة المؤثرة التي وجهها القيصر إلى مجلس الشيوخ ومدينة "رومة" وهو في طريقه لتأديب المهاجمين، وفيها "إن جبيني ليندى خجلًا كلما تذكرت أن جميع الرماة بالقسي هم في خدمة زنوبية"٢. فانتهزت الملكة هذه الفرصة المؤاتية وأرسلت جيشها لاحتلال مصر.

كان القيصر قد أمر عالمه على مصر المدعو "بروبوس" "Probus" بالخروج على رأس أسطول الأسكندرية إلى عرض البحر: لمطاردة "الغوط" "القوط" "Goths" ولمنعهم من الهرب عبر المضايق، فخرج على رأس قوة كبيرة من الرومان لمطاردتهم، فانتهز الوطنيون والمعارضون لحكم الرومان –وعلى رأسهم "تيماجينيس" "Timagenes"، وهو رجل يوناني الأصل مبغض للرومان- هذه الفرصة، فكتبوا على الملكة يحضونها على تحرير مصر من حكم "رومة" وتولى الحكم فيها. وأظهر "فيرموس" "Firmus"، وهو رجل ثري جدًّا، استعداده لمساعدة الملكة بالمال وبكل ما ينبغي إذا أرادت الاستيلاء على مصر. فأمرت "الزباء" قائدها" "زبدا" بقصد مصر على رأس جيش قوامه سبعون ألف رجل. وقد قاتل الجيش الروماني الذي كان مؤلفًا من خمسين ألف مقاتل وتغلب عليه، ثم قرر العودة إلى تدمر تاركًا في مصر حامية صغيرة من خمسة آلاف رجل، ويظهر أنه تركها تحت إمرة "تيماجينيس" الذي عين نائبًا عن الملكة على مصر. فلما سمع "بروبوس" بهجوم التدمريين وتغلبهم على الرومان، أسرع عائدًا إلى مصر، فألف جيشًا من المصريين الموالين للرومان، وزحف على الأسكندرية، وأخذ يتعقب التدمريين، وأعمل فيهم السيف. فلما سمعت "الزباء" بذلك، أمرت قائدها بالعودة ثانية إلى مصر، فجرت معارك بين الطرفين انتهت بانتصار التدمريين على "بروبوس" عند "بابلون" أي "الفسطاط"، وكتب النصر لجيش الملكة في مصر٣.


١ المشرق، الجزء المذكور "ص ٨٢٥".
Oberdick, ٥٣, Trebellius Pollius, Claud., ٤, Triq. Tyr., Vaughan, P.٨٣.
٢ المشرق، الجزء المذكور "ص ٨٢٦".
Oberdick, S., ٥٤, Trebellius Pollius, Claud., ٧.
٣ "بروباتوس"، المشرق، السنة الأولى، أيلول ١٨٩٨م, الجزء ١٨ "ص ٨٢٦"،
Zosimus, I, ٣٩, ٤٤, Hist. August., P.١٩٨, “Pollius, Xxx, Tyrani, G. ٢٩”, Oberdick, S., ٥٤, Vaughan. P.٨٤, ١٢٢, ١٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>