للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولهذا المظهر من التسميات والانتساب شأن كبير في موضوع دراسة أنساب القبائل، إذ فيه برهان ودليل على أن الإقامة في موضع تكون سببًا للانتساب إليه، ثم لتحويل ذلك النسب إلى اسم جد، وأن ما يرويه أهل الأخبار في هذا الباب مثل انتساب الغساسنة على "غسان"، وأن "غسان" اسم موضع ماء نزلوا عليه، فدعوا به، يجب أن ينظر إليه نظرة اعتبار، لا رفض وازدراء. وفي أسماء القبائل العربية المدونة في كتاب الأنساب والأدب، أو الواردة في الكتابات الجاهلية أمثلة عديدة من هذا القبيل.

ومن الأماكن التي ورد ذكرها في النصوص الصفوية: "بصرى" وقد ذكرت على هذه الصورة "بصر"، و"هنمرت"، "النمرت"، أي "النمارة"، و"هشبكي" أي "الشبكي"١، و"حجر"٢.

و"حجر" موضع قد يراد به "الحجر" المعروف في عربيتنا، وهو "Hegra" و"Hegrae" عند اليونان واللاتين، و"حجرا" و"حجرو" عند النبط٣.

وورد اسم مدينة "تيما" أي "تيماء" في الكتابات الصفوية كذلك، كالذي ورد في نص دونه رجل اسمه "خل – ال بن شبب" أي "خليل – ايل ابن شبيب"، وقد تذكر فيه رجلًا اسمه "أبرش"، وهو من أهل "تيماء"٤.

ولم يكن الصفويون كما يبدوا بوضوح من كتاباتهم ومن صور الحيوانات التي نقشوها على الأحجار أعرابًا ممعنين في الأعرابية على نحو عرب البوادي البعيدين في البادية، حيث يقضون حياتهم فيها، فلا يختلطون بالحضر، ولا يمتزجون بالحضارة، وإنما كانوا أشباه أعراب وأشباه حضر، وربما كان تعبير "رعاة" خير تعبير يمكن إطلاقه عليهم ليميزهم عن غيرهم. فقد كان الصفويون أصحاب ماشية، لهم إبل، يعيشون عليها، ويتاجرن بها، ولهم خيل يركبونها، والخيل كما هو معروف لا تستطيع الحياة في البوادي القاحلة العميقة والرمال القليلة المياه،


١ العرب في سوريا "١٠٦".
٢ Jordan, II, P. ٤٢.
٣ Jordan, I, P. ٤٨.
٤ Enno Littmann, Zur Entzifferung Der Safa – Inschriften, Leipzig, ١٩٠١, S. ٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>