قلت: إن كلمة "الصفويون" لا تعني شعبًا معينًا أو قبيلة معينة، وإنما هي اصطلاح أوجده "هاليفي" ليطلق على الكتابات التي عثر عليها في مواضع متعددة من "اللجاة" و"حوران" ومواضع أخرى، لذلك يجب ألا يفهم أننا نقصد أناسًا تركوا لنا كتابات متاشبهة كتبت بقلم واحد، ليظهر أنهم كانوا بين البداوة والحضارة فلاحين ورعاة لهم قرى ومزارع، وربما كانت لهم تجارات أيضًا، غير أننا لا نعرف من أمرهم شيئًا كثيرًا. فقد يكونون إذن من قبيلة واحدة، وقد يكونون جملة قبائل، وقد تكون لهم "أمارة" لا نعرف من أمرها شيئًا، وربما لا يكون لهم ذلك. وربما كانوا أتباعًا للسلطة القائمة في بلاد الشأم تتحكم فيهم بنفسها أو بواسطة أمراء أو سادات قبائل.
وقد يكون الصفويون أناسًا وصلت أسماؤهم إلينا، وكتب المؤرخون عنهم، ولكننا لا نعرف أنهم هم الذين نبحث عنهم؛ لأننا أمام اصطلاح جديد مبهم، ظهر كما قلنا في القرن التاسع عشر، ليست له حدود واضحة ولا معالم مرسومة، فلا ندري نحن في الواقع ما نريد، قد يكون هؤلاء أسلاف غساسنة الشأم، وقد يكونون غيرهم.