للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن أسد بن ربيعة"، وذكروا أنهم من نسل أربعة، هم: عبد المسيح، وعبد كلال، وعبد الله، وعبد ياليل١. وأشار "السهيلي" إلى ورود اسمهم في الحديث، فقال: "وفي الحديث المسند: أبعد الناس عن الإسلام، الروم، والعباد، وأحسبهم هؤلاء؛ لأنهم تنصروا. وبهم من ربيع، ثم من بني عبد القيس"٢.

وللأخباريين أقوال في أصل كلمة "العباد"، فمنهم من يقول أنهم إنما سموا بذلك؛ لأن وفدًا وفد على كسرى كانت أسماؤهم تبتدئ بكلمة عبد، فقال كسرى: أنتم عباد كلكم فسموا العباد٣. ومنهم من يقول: لا، إنما قيل لهم العباد؛ لأنهم كانوا يعبدون الله، فسموا بهذا الاسم٤. ومنهم من يرى أنهم سموا بذلك؛ لأنهم لما قاتلهم سابور الأكبر، اتخذوا شعارًا لهم، هو يا آل عباد، فسموا العباد٥. إلى غير ذلك من أمثال هذه التعليلات.

وأظن أن خير ما نفعله في هذا الباب لمعرفة من كانت تنطبق عليهم هذه التسمية، هو أن ندرس أسماء مشاهير من نسبوا إلى العباديين من أسر ورجال، مثل: أسرة عدي بن زيد العمادي، وبني مرينا، وبقيلة، وأمثالهم ممن حشروا في العباديين. فقد شملت التسمية هؤلاء وهم من قبائل مختلفة. كان آل عدي ابن زيد مثلًا من تميم، وكان بنو مرينا من لخم، وكانت بقيلة من الأزد٦. فهم إذن من قبائل مختلفة، ومع ذلك عرفوا بالعباديين، وذلك يدل على أن هذا الاسم لم يكن يعني قبيلة، أو بطنًا، وإنما يعني جماعة من قبائل شتى جمعت بينها وحدة الدين، ووحدة الموطن. لذلك لم يطلق إلى على النصارى العرب من أهل الحيرة. أما غيرهم من نصارى العرب، فلم يشملهم اسم العباديين٧.


١ الروض الأنف "١/ ٥٣".
٢ الروض الأنف "١/ ٥٣".
٣ اللسان "٣/ ٢٧٢"، "عبد"، ابن قتيبة المعارف "٦٤٩"، ابن العبري، تأريخ مختصر الدول "٢٥٠".
٤ تاج العروس "٢/ ٤١٠ وما بعدها"، "عبد" ابن القفطي، "١٧٣ وما بعدها"، اللسان "٣/ ٢٧٢"، الروض الأنف "١/ ٥٣".
٥ الأغاني "١١/ ١٥٦".
٦ Rothstein, S. ٢٠.
٧ Rothstein, S. ٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>