للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر قلاعها الحصينة١.

وفي جنوب هذه المدينة وعلى مسافة قليلة منها، يقع نهر عيسى الذي يصل الفرات بدجلة، وهو نهر قديم يرجع عهده إلى ما قبل الإسلام، عرف بـ "Naarsares" أو "Narsares"٢ ويظن أن الملك سابور الثاني المذكور هو الذي أمر بحفره. وقد اكتسبت المدينة بهذا النهر شأنًا خاصًّا إذ صارت فرضة مهمة، ومخزنًا للأموال، ومركزًا عظيمًا في وسط العراق للتجارة ولتبادل السلع المرسلة عن طريق دجلة إلى الفرات وبالعكس. ولاسم هذه المدينة، وهي الأنبار، علاقة بهذا المعنى على ما يظن. وهو من "Ham-Bara" الإيرانية القديمة، ومعناها المخزن، ومنها "أنبار" "Anbar" بالفارسية الحديثة. وقد عرف العلماء المسلمون معنى الكلمة فذكروه٣. ومن هذه الكلمة أخذ البيزنطيون "Anbara" "Abbareny" "Abara"، ويقصدون بها الأنبار٤.

وقد عرفت المدينة بـ "فيروز سابور" "بيروز شابور" "Peroz Shapur" كذلك. ومعنى هذه الكلمة "سابور المنتصر". ومنها جاء اسمها "بيريسابورا" "Pirisaboora" "Bersabora" "Pirisaboras" المذكور في تأريخ "أميانوس مارسليانوس" و"زوزيموس". وقد ذكر هذا الاسم في المؤلفات السريانية. وكان عليها أسقف نسطوري٥.

ويظن أن موضع "أنكوباريتيس" "Ankobaritis" المذكور في جغرافية


١ Paulys-Wissowa, ٦٤ Halbband, ١٩٥٠, ١٧٢٥, Ammianus, XXIV, ٢, ٩, XXIV, ٢, ١٨, Musil, Euphrates, PP. ٢٣٤, ٢٣٦, ٢٤٠, ٣٥٤.
٢ "نهر صرصر". Paulys-Wissoma, ٦٤ Halbband, ١٩٥٠, ١٧٢٥.
٣ "وإنما سميت الأنبار أنبار؛ لأنها كانت تكون فيها أنابير الطعام، وكانت تسمى الأهراء؛ لأن كسرى يرزق أصحابه رزقهم منها"، الطبري "٢/ ٢٨"، البلدان "١/ ٣٦٨"، اللسان "٥/ ١٩٠"، "صادر"، "نبر"،
Ency, I, P. ٣٤٨, Frankel, Die Aramaischen Fremdworter In Arabischen S. ١٣٦, Scheftelwitz In ZDMG, IX ٦٩٩, Noldede Grammatik Der Neusyrichen Sprache, S. ٤٠٣, Paulys – Wissowa, Zwiter Halbband, ١٨٩٤, ١٤٦١.
٤ Ency, I, P. ٣٤٨.
٥ Ammianus Marcellianus, XXIV, ٢٩, ٥, ٣, Paulys-Wissowa, ٢ Halbband. ١٨٩٤, ١٧٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>