للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويلاحظ أن "الطبري" لم يكن مستقرًّا في موضوع اسم "عدي" والد عمرو، إذ يجعله "نصرًا" في موضع، فيقول "عدي بن نصر بن ربيعة"١، ويجعله "ربيعة" في موضع آخر، فيقول: "عدي بن ربيعة بن نصر"٢. ويظهر أن ذلك إنما وقع له بسبب أخذه من روايات مختلفة، وعدم تدقيقه ونقده لتلك الروايات.

ويفهم من رواية يرجع "الطبري" سندها إلى "ابن حميد" عن "سلمة" عن "ابن إسحاق" أن زمان حكم "ربيعة بن نصر اللخمي" كان بين ملك "تبان أسعد أبو كرب" وملك ابنه "حسان بن تبان أسعد"٣. والرواية مضطربة مشوشة، يفهم منها أن "ربيعة بن نصر" كان نفسه قد حكم اليمن في الفترة الواقعة بين "تبان أسعد" وبين حكم ابنه "حسان"، وأن "حسان" هذا لم يتمكن من الحكم إلا بعد هلاك "ربيعة بن نصر"٤. ويزيدها اضطرابًا وتشويشًا ذكر "الطبري" رواية الرؤيا التي رآها "ربيعة بن نصر" وعرضها على "سطيح" و"شق" لتفسيرها له، وما كان من جوابهما له في تفسيرها، حيث "وقع في نفسه أن الذي قالا له كائن من أمر الحبشة، فجهز بنيه وأهل بيته إلى العراق بما يصلحهم، وكتب لهم إلى ملك من ملوك فارس يقال له سابور خرزاذ، فأسكنهم الحيرة، فمن بقية ربيعة بن نصر، كان النعمان بن المنذر ملك الحيرة"٥. فيتبين منها أن "ربيعة بن نصر" كان مقيمًا باليمن، وقد أقام بها حياته، وأن بنيه هم الذين ذهبوا إلى العراق، ولكنها لم تشرح كيف وجد "ربيعة" في اليمن وكيف حكمها وهو من لخم؟ وهي رواية شاذة، دسها بعض المتعصبين لليمن –على ما يظهر- على "ابن إسحاق"، فدونها في أخباره، وقد دست أخبار وأشعار على ابن إسحاق، فرواها وصدق بها من غير نقد ولا تحقيق. وللعلماء رأي فيه.

ويزعم بعض أهل الأخبار أن "سطيحًا" و"شقًا" أخبرا "ربيعة بن نصر"


١ الطبري "١/ ٦١٤، ٦٢٧"، "دار المعارف".
٢ الطبري "٢/ ٦١، ١١٢"، "دار المعارف".
٣ الطبري "٢/ ٦١، ١١١ وما بعدها"، "دار المعارف".
٤ "فكل هؤلاء ملكة قبل ملك ربيعة بن نصر اللخمي، فلما هلك ربيعة بن نصر، رجع ملك اليمن كله إلى حسان بن تبان أسعد الطبري "٢/ ١١٢، ١١٥".
٥ الطبري "٢/ ١١٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>