للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غزو غزاه قائد من قواد "شمس" على "ملك أسد" وأرض "تنوخ" التي تخص الفرس، وذكرت أن "شمر" المذكور هو "شمر يهرعش" في رأي الباحثين١. وقد تحدثت عنه حديثًا فيه الكفاية في موضعه، وفي أثناء كلامي على "شمر يهرعش"، فلا حاجة بي هنا لإعادة الكلام عليه.

ويرى بعض الباحثين أن "المشتى" الأثر الشهير المعروف الذي نقلت أحجار جدرانه المزخرفة إلى متحف "قيصر فريدرش ويلهم" ببرلين، ولا تزال آثاره باقية، هو من بناء "امرئ القيس". وقد استدلوا على ذلك بطراز بنائه الذي يشبه الطراز "الحيري" على رأيهم، وذهبوا إلى أنه أقامه في هذا المكان بعد فراره من أرض الحيرة ومن الساسانيين سنة "٢٩٣م"، ليكون قصر له وحصنًا يدافع به عن ملكه الجديد٢.

ويذكر الطبري أن وفاة "امرئ القيس" كانت في عهد "سابور"، أي سابور ذي الأكتاف "٣١٠-٣٧٩ م"، وأنه كان عامل "سابور" على ضاحية مضر وربيعة، وأن سابور استعمل ابنه عمرو بن امرئ القيس في مكان والده٣.

وحكم بعد امرئ القيس البدء ابنه عمرو. وأمه هند بنت كعب بن عمرو على رواية٤. و"مارية البرية" أخت "ثعلبة بن عمرو" من ملوك الغساسنة في رواية أخرى٥. وكان يعصر من ملوك الفرس سابور ذا الأكتاف "٣١٠-٣٧٩م" وأخاه "أردشير بن هرمز بن نرسي" "٣٧٩-٣٨٣م" وسابور بن سابور "سابور الثالث" "٣٨٣-٣٨٨م"٦. وقد نعته بعض الأخباريين بموقد الحرب "مسعر حرب". وذكروا أنه حكم خمسًا وعشرين سنة٧. ونعت الأخباريين له هذا النعت، يدل على أنه كان محاربًا، ولكنهم لم يذكروا شيئًا من تلك الحروب.


١ Le Museon, ١٩٦٤, ٣-٤, P. ٤٨٧.
٢ Die Araber, II, S. ٢٥٨, ٣١٨, ٣٢٠.
٣ الطبري "٢/ ٦١ وما بعدها"، "دار المعارف".
٤ حمزة "ص ٦٧".
٥ المروج "٣/ ١٩٩"، "٢/ ٢٣". "طبعة دار الرجاء".
٦ الطبري "٢/ ٧٠".
٧ شرح قصيدة ابن عبدون المعروفة بالبسامة "ص ١٠٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>