للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له كان قد استولى عليها النعمان، وقتل أحد أبنائه، وفر١.

وهناك رواية تجعل النعمان المذكور النعمان بن المنذر، وتجعل الولد القتيل ابنًا لهذا النعمان. وجعلت رواية أخرى قتل الحارث لخالد في عهد الأسود، ثم تذكر أنه هرب منه. ثم إن رجلًا من بني زيد مناة كان بعض حشم النعمان قد أخذوا إبله وأهله، استجار بالحارث فركب الحارث حتى أتى النعمان، فقال: أبيت اللعن! إنك أخذت نساء جاري، وماله، وأنا له جار. فذكره النعمان بقتله خالدًا، وهو في جوار الأسود أخيه. ثم إن النعمان أوعد الحارث وعيدًا شديدًا. فمضى الحارث، وندم النعمان على تركه، وطلبه ففاته، وكان للنعمان ابن مسترضع عند "سنان بن أبي حارثة"، وكانت سلمى بنت ظالم تحت سنان، فجاء الحارث إلى أخته على لسان سنان، حتى أعطته ابن النعمان، فضرب عنقه ولحق بمكة فجاور عبد الله بن جدعان٢.

وأما قتل "الحارث بن ظالم"، فالروايات مختلفة فيه، منها ما جعل قاتله: "يزيد بن عمرو الغساني" على نحو ما رأيت. ومنها ما جعل قاتله ملكًا من ملوك غسان تسميه النعمان. ومنها، وهي رواية من روايات أهل الكوفة، ما جعل قاتل الحارث هو الملك النعمان بن المنذر، وتذكر قصة كيفية استدراج النعمان للحارث ومراسلته له مصرحًا له أنه قد رضي عنه وعفا عما بدر منه حتى أمن الحارث. فلما جاء إلى النعمان، وكان في قصر بني مقاتل، أمر به فقتل. قتله ابن الخمس التغلبي، وكان الحارث قد قتل أباه٣.

وجاء في رواية أن "عمرو بن الخمس" هو الذي قتل الحارث، قتله بأمر الملك الأسود بن المنذر٤. وذكر "ابن دريد" أن قومًا زعموا أن النعمان قتل "الحارث بن ظالم"، وهذا وهم؛ لأن الذي قتله إنما هو "المنذر بن المنذر أبو النعمان"٥. وذكر "محمد بن حبيب". أن "سيار بن عمرو الفزاري" المعروف بـ "ذي القوس"، كان قد رهن قوسه على ألف بعير في قتل الحارث ابن ظالم من النعمان الأكبر٦.


١ الكامل" ١/ ٢٢٩ وما بعدها".
٢ المحبر "١٩٣ وما بعدها".
٣ الأغاني "١٠/ ٢٧ وما بعدها".
٤ الاشتقاق "٢/ ٢٠٣" "طبعة أوربة".
٥ الاشتقاق "١٧٥".
٦ المحبر "٤٦١".

<<  <  ج: ص:  >  >>