للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"ولقد كثرت في أمرك أقاويل الناس: فمنهم من يزعم أنك في ملك النعمان اعتقلت، وقال قوم: بل الذي فعل به ما فعل عمرو بن هند"١.

وتطرق "الشريف المرتضى" في أماليه إلى موضوع قتل "عمرو بن هند" لطرفة، فذكر أن عامل البحرين يومئذ هو "المعلى بن حنش العبدي" وذهب إلى احتمال كون قاتل "طرفة" هو "النعمان بن المنذر"، استدل على ذلك بقول طرفة:

أبا منذر كانت غرورًا صحيفتي ... ولم أعطكم في الطوع مالي ولا عرضي

أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا ... حنانيك بعض الشر أهون من بعض

قال: "وأبو المنذر هو النعمان بن المنذر، وكان النعمان بعد عمرو بن هند، وقد مدح طرفة النعمان فلا يجوز أن يكون عمرو قتله، فيشبه أن تكون القصة مع النعمان"٢.

هذا وللمتلمس أشعار في هجاء "عمرو بن هند"، وقد ظل يهجوه إلى أن توفي وهو في الغربة في بلاد الشأم. وفي جملة ما قاله فيه.

أطردتني حذر الهجاء ولا ... والله والأنصاب لا تئل

فهو يعيره بأنه إنما أبعده عنه وطرده؛ لأنه كان يهجوه؛ ولأنه كان يحذر هجاءه ويقول في أبيات أخرى.

ألك السدير وبارق ... ومرابض ولك الخورنق

والقصر ذو الشرفات من ... سداد والنخل المسبق

فلئن تعشق فلتبلغن ... أرماحنا منك المخنق٣

وللشاعر "سويد بن خذاق" شعر في هجاء "عمرو بن هند"، وهو أخو الشاعر "يزيد بن خذاق"، وهما من "عبد القيس". وذكر أن "يزيد بن


١ رسالة الغفران "٣٣٨".
٢ أمالي المرتضى "١/ ١٨٣، ١٨٥" مجمع الأمثال "١/ ٣٥٠ وما بعدها"، ديوان المتلمس "١٧٢ وما بعدها".
٣ شعراء النصرانية "٣/ ٣٣٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>